انطلقت صباح يوم الاثنين بكلية الطب والصيدلة بمراكش فعاليات المنتدى الأورومتوسطي الخامس لبرنامج ابن رشد المنظم من قبل جامعة القاضي عياض بتنسيق مع جامعة مونبوليي الفرنسية، وبمشاركة نحو 60 باحثا وجامعيا من البلدان الأوروبية والمغاربية. وأكد السيد محمد مرزاق رئيس جامعة القاضي عياض، في افتتاح هذا المنتدى، أن المهمة المنوطة ببرنامج ابن رشد لا تكمن فحسب في الجانب الأكاديمي والجامعي وحدهما، بل تتعداهما إلى ما هو أعمق وأشمل، بالمساهمة، بشكل مباشر، في تنمية روابط التعاون الاجتماعي والثقافي بين ضفتي المتوسط. وأوضح أن حركية الشباب، التي جاء البرنامج لتكثيفها، ستمكنهم من التعارف بطريقة أفضل عبر الانفتاح على ثقافات أخرى، وتنمية روح التسامح واحترام الآخرين، مذكرا بأن جامعة القاضي عياض انخرطت بإرادة قوية في تفعيل برنامج ابن رشد وعبأت من أجل بلوغ الأهداف المتوخاة منه، طاقات مادية وبشرية هامة. من جانبه، شدد السيد يانيك بروست عن قطب التعليم العالي والتكوين المهني والبحث لدى رئاسة الجمهورية الفرنسية على أن الاتحاد من أجل المتوسط جاء لتجاوز ما أسماه ب`”ثغرات مسلسل برشلونة”، من خلال إعطاء دفعة سياسية جديدة وضرورة نهج حكامة جديدة من شأنهما وضع التعاون بين الضفتين في مساره الحقيقي. وفي هذا السياق، استعرض السيد يانيك بروست المكلف بمهمة في الاتحاد من أجل المتوسط جملة من المشاريع المشتركة التي تقوم على هذه الأسس وتستوجب، على الخصوص، خلق مؤسسات جامعية جديدة وإحداث فضاء رقمي متوسطي والتعاون في مجال تطوير منح شهادات تعاقدية تنبني على الجودة وتراعي خصوصيات الضفة الجنوبية لحوض المتوسط. ومن جهة أخرى، قال السيد ميشيل دوما منسق برنامج ابن رشد أن “المنتدى في دورته الخامسة يشكل مناسبة للتأمل في دورنا في مسلسل بناء الاتحاد من أجل المتوسط، والعمل في ذات الوقت على وضع تقييم لحصيلة سنة مضت على تنفيذ حركية الطلبة في التبادل الجامعي، ورسم معالم الأهداف المرجوة من طلبات العروض التي ستقدم من طرف الاتحاد الأوروبي وفي مجال البناء الجامعي الأورومتوسطي”. وأضاف أنه قد تم منذ سنة العمل سويا على بناء صرح الحركية الطلابية والمشاريع البيداغوجية والأبحاث بين ضفتي المتوسط، وتوفق الطرفان في بلوغ عدد من الأهداف المحددة، وتحقق كل ذلك وفق روح البرنامج المستمدة من حكمة ابن رشد الفيلسوف الإنساني، الذي سعى بعلمه ونبوغه إلى التوفيق بين الشرق والغرب. وسيطلع المشاركون، على مدى ثلاثة أيام، على الخطوات التي قطعها برنامج ابن رشد للتبادل الجامعي مند انطلاقه سنة 2008 وإعداد مشاريع مشتركة ضمن توقعات السنة الحالية قصد تكثيف حركية الجامعيين والباحثين والأكاديمين وخلق فضاء متوسطي للتعاون المشترك في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين ضفتي المتوسط. ومن بين أهداف برنامج ابن رشد، الذي يشترط من أجل المشاركة فيه، التفوق والتميز بالنسبة للطلبة والباحثين والتجديد والتجاوب مع الأولويات الوطنية والإقليمية بالنسبة للبحوث والأطروحات، تكثيف حركية الطلبة في مرحلتي الإجازة والماستر، وكذا بالنسبة للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه وما بعدها، علاوة على الأطر الأكاديمية والإدارية على صعيد الضفتين بما يضمن مزيدا من الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات والتأطير المشترك. ويضم هذا البرنامج، الممول من قبل المفوضية الأوروبية في نطاق مشروع “ايراسميس مانديس”، 20 جامعة من بينها 11 جامعة أوروبية و9 جامعات مغاربية إضافة إلى 47 شريكا يمثلون مجموعة من الأبناك ومؤسسات القطاع الخاص.