. عدسة : محمد سماع . الزميل حاتم جمال، مدير نشر “مراكش بريس” يحصر مواصفات الصحافة الإليكترونية في برنامج إذاعي. إستضاف برنامج “مراكش هذا اليوم” الذي يعده ويقدمه الإذاعي محمد لوكريمي، على أمواج إذاعة راديو بلوس والذي يحظى بقوة إستماع شاسعة في أوساط جهة مراكش تانسيفت الحوز، الزميل حاتم جمال ، مدير نشر جريدة “مراكش بريس” ، رفقة الزميل محمد القنور ، الصحافي ، عضو هيئة تحرير أسبوعية الأنباء المغربية، وقد تضمن اللقاء وضعية الصحافة الإليكترونية، ومدى خصوصياتها، وتداعيتها بالنسبة لفعل القراءة، ومدى إستيعاب القراء لخصوصياتها، ونوعية التلاقي والإختلاف بينها وبين الصحافة المكتوبة، والصحافة المسموعة والمرئية. هذا، وقد أشار الزميل حاتم جمال ، مدير نشر جريدة “مراكش بريس” ، أن الصحافة الإليكترونية ، نشأت في منتصف التسعينات، وشكلت ظاهرة اعلامية جديدة مرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما جعل المشهد الاعلامي اقرب بأن يكون ملكا للجميع وفي متناول الجميع، واكثر انتشارا وسرعة في الوصول الى اكبر عدد من القراء، وبأقل تكاليف. وأكد الزميل ، حاتم جمال، أن الصحافة الالكترونية فتحت افاقا عديدة وأصبحت أسهل واقرب لمتناول المواطنة والمواطن مشيرا إلى أهمية ايجابياتها، البارزة في سرعة انتشار المعلومات ووصولها الى اكبر شريحة من المجتمع، وفي أوسع النطاقات المحلي والجهوية والوطنية والدولية وفي اسرع وقت وباقل التكاليف، إضافة إلى سرعة استجابة القارئ وتفاعله مع الصحافة الإليكترونية، ومناقشته وتعليقه على موادها المنشورة، مما يوطد العلاقات المعرفية والإعلامية والتحريرية بين الكاتب والقارئ، إضافة إلى كون الصحافة الإليكترونية تستطيع من خلال آلياتها التقنية والتفاعلية تحديث وتعديل وتجديد الخبر الالكتروني، مما يجعلها محينة يضيف حاتم جمال، وأكثر قربا لتقديم الحقائق. إلى ذلك، أبرز الزميل حاتم جمال أن الصحافة الالكترونية توفر مساحة اوسع للاقلام الشابة وهواة الكتابة الصحفية ولكافة شرائح المجتمع، وعدم اقتصار فعل الكتابة على الإعلاميين الرسميين والتقليديين والكتاب المشهورين والمبدعين. وأفاد جمال أن الصحافة الالكترونية استطاعت ان تتخطى الحدود المحلية والعربية والدولية، مؤكدا على ضرورة إلتزامها بحدود القانون ومضامين الرقابة الذاتية التي تفرضها أخلاقية المهنة، حيث شدد الزميل حاتم جمال على ضرورة الوعي بالفرق المهني والصحفي والتحريري بين المدونات الشخصية، والجرائد الإليكترونية المحترفة، والتي تراعي ضمن صفحاتها تقديم كافة الأجناس الصحفية من إخباريات ومقالات وأعمدة وإستطلاعات وتحقيقات. في نفس السياق، وجوابا عن قدرات الصحافة الالكترونية، أفاد حاتم جمال، أن هذه الأخيرة، باتت توفر الوقت والجهد والمال لمتابعها، معتبرا أن التوفر “availability”: الحاصل في الصحافة الالكترونية في اي وقت وفي اي مكان وعن اي موضوع، وحول اي قضية وفي اي دولة ومتى شاء القارئ قرائتها، مما مكنها من خلق مجتمعات متجانسة محلية عربية ودولية صحفية، حول قضية معينة، أو موضوع خاص أو عام، أو ظاهرة من الظواهر. وحول وقع الصحافة الإليكترونية في المجتمع المغربي، أبرز حاتم جمال، أن الصحافة الالكترونية من خلال تمكنها على استطلاعات رأي واستفتاءات تعطي مساحة كبيرة للقارئ من ابداء رأيه دون قلق.إضافة إلى توفرها على ارشيف وقاعدة معلوماتية في خدمة الصحافي والقارئ على حد سواء، وفي أي وقت من الأوقات. وحول القرصنة التي تتعرض لها مجموعة من الجرائد الإليكترونية، وتنامي ظاهرة السرقات الإعلامية التي تستهدفها من طرف بعض المدونات ، دعا الزميل حاتم جمال ، مدير نشر جريدة “مراكش بريس” انشاء محاكم خاصة للاختراقات الإليكترونية التي تصيبها، وحصر الاخطاء الصحافية ، وفضح هؤلاء لتنوير القراء، كما أكد على ضرورة تمكين الصحافيات والصحافيين الإليكترونيين من دورات تكوينية تسهر عليها الوزارة المعنية أو المعاهد المختصة والمعروفة وطنيا في المجال، منتقدا كون مجموعة من الجرائد الإليكترونية لاتزال تعتمد على هواة يسترزقون بشكل منحرف من الصحافة، ويتاجرون في تسويق الترهات والمغالطات . من جهة أخرى، أشار الزميل محمد القنور، إلى التطورات التي تنتظر الصحافة الإليكترونية بالمغرب على مستوى التنظيم القانوني، والمأسسة، موضحا أن هذه الأخيرة باتت تفرض نفسها في الساحة الإعلامية إلى جانب الصحافة المكتوبة الورقية، خصوصا لما يميزها من إمكانيات تفاعلية عبر النقد والتعليق على الخبر وباقي المواد الصحفية الالكترونية، مما يزيد من مستوى مشاركة الفرد في صنع الرأي العام، وتحديد توجهاته، كما أكد القنور على ضرورة مأسسة الصحافة الالكترونية، وتواجدها في مقرات معروفة ومحددة ثابتة تجمع كل أعضاء تحرير كل جريدة إليكترونية على حدى، كما أبرز القنور مدى الصعوبات التي لاتزال تعترض الصحافة الإليكترونية والصحافة الورقية الجهوية المكتوبة على مستوى الحصول على التمويل، خصوصا وأن أغلب الجرائد الإليكترونية لا تتوفر على مداخيل مالية من وراء موقع الحصافة الالكتروني، وعدم ايمان أكثر المؤسسات والشركات بالصحافة الإليكترونية بالاعلانات الإشهارية على المواقع الالكترونية وبالتالي الحاجة الملحة والضرورية لتمويل هذا الصنف من الإعلام، الذي بات يترجم العديد من مقومات القرب والحكامة الترابية وحقوق الإنسان ، خصوصا في ضوء ماتعرفه البلاد من معطيات قدمها الدستور الجديد للمملكة، خصوصا على صعيد الجهوية الموسعة وتمكين المواطن من الولوج إلى المعلومة، وتفعيل سياسات القرب. وفي ظل غياب الانظمة وقانون مشرع من قبل وزارة الإتصال،وغياب التخطيط نوعا ما وعدم وضوح الرؤية المستقبلية للصحافة الإليكترونية المغربية لحدود الساعة،وإنعدام تشجيع أطوار المنافسة بين الجرائد الإليكترونية الوطنية والجهوية على صفحات الانترنت. وأبرز القنور أن انتهاك الصحافة والاعتداء عليها يأتي بنتائج سلبية مضافة الى تغيب الديمقراطية، والحد من مواصفات الرقابة الذاتية للصحفي ، فضلا عن الحد من حرية في التعبير والتفكير،والغاء دور الصحافة التي تعتبر سلطة رابعة في مختلف دول العالم المتحضر، لما لها من دور إقتراحي وتنويري. وذكر محمد القنور جوابا على بعض سلبيات الصحافة الإليكترونية ، أن الحاجة للسرعة في الاخبار الالكترونية، هي سيف ذو حدين ، قد تحمل الجريدة الإليكترونية الى النجاح العارم أوقد تدفعها الى الخسارة، فضلا عن كون معظم الجرائد التي لاتتوفر على صحافيات وصحافيين متمرسين من عدم خضوعها للرقابة. وشدد القنور على أهمية قدرة الصحافة الإليكترونية على التأكد من صحة المعلومات التي تردها، حفاظا على مصداقية الإعلام، وعلى حرمات المواطنات والمواطنين،وعدم التعرض للثوابث، وخدش القيم الدينية والاجتماعية والثقافية والحضارية ، والتأثير سلبا على الحياة الاسرية للمغاربة.. مبرزا أن الصحافة بكل أنواعها وبما فيها الصحافة الالكترونية أنشئت من أجل تعزيز الديمقراطية، ونشر التربية الوطنية، وتعميق امكانيات التواصل بين الصحافي و بين القارئ .