كتب : عبد الجليل الكليتي. كتب : عبد الجليل الكليتي ل “مراكش بريس” الديمقراطية في زمن الهرطقة العربية مؤتمرات ,قمم, مناظرات, محاضرات جمعت معظم الدول العربية في أعرق مدنها وأقدمها لايجاد حلول لقضاياهم التي طفت على السطح بعد وباء الربيع العربي الذي أطاح بزينهم ,ومباركم ,ومعمرهم ,وصالحهم وكسر شوكة اسدهم .فتمخض الجبل فولد فأرا.هرطقات يحسبونها مناقشات جادة دون وضع الاصبع غلى مكمن الداء ,الذي كسر سبحة الاحزاب الحاكمة والغير الحاكمة من يمين ويسار واصحاب المرجعيات الاسلامية ,مما أدى الى فرط حبات سبحة حكامها ,بفعل انانيات رؤسائها ,وتشبتها بكراسي الحكم ,وصم ادانها لسماع صوت شعوبها التي ترزح تحت وطأة القهر والاستبداد من بطانتها ,والابتعاد عن متطلباتها فبات معها الاصلاح من سبع المستحيلات رغم تجدر حضارات بعضها في التاريخ ,وغنى البعض الاخر الذي أعمى قلوب حكامها على الدفع في أفق اصلاح اقتصادياتها ومعيشة رعاياها ,والاستجابة الى تحسين مستوى عيش شعوبها التي هي مسؤولية في عنقهم ,وأمانة ثقيلة تحملها هذا الكائن الظلوم. فلا الرأسمالية التي هي الوجه الاقتصادي للديمقراطية استجابت لمتطلبات الشعوب في نظامها الليبيرالي الذي أتى على الاخضر واليابس وزاد من تعميق الهوة بين طبقات الشعب الواحد .ولا الاشتراكية قامت بما سطره منظروها ,واستجابت لمتطلبات بعض الشعوب العربية اعتبارا على كونها نظام سياسي واقتصادي واجتماعي يقوم على الاخلاق اي بناء النظرية الاشتراكية على أساس المبادئ الخلقية المجردة كالعدالة الخالدة والحق المطلق وغيرهما , دون الانطلاق من القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي . وبهذا المعنى، فإنه في الواقع ليس في الاشتراكية الماركسية التي نادت بها مجموعة من الاحزاب السياسية العربية في الستينيات والسبعينيات مثقال ذرة من الاخلاق أو من الفضيلة كما قال لينين. ولا الشيوعية كانت في الموعد المحدد مع التاريخ لان قواعدها جد بعيدة عن التربة العربية التي تشبعت بالثقافة الاسلامية ,وبعيدة كل البعد عن الاخلاق بحيث من مبادئها الاساسية التي سطرها أبو الشيوعية هي (يجب على المناضل الشيوعي الحق أن يتمرس بشتى ضروب الخداع والغش والتضليل .فالكفاح من أجل الشيوعية يبارك كل وسيلة غير مشروعة تحقق الشيوعية.)وثاني مبادئها (اذا لم يكن المناضل الشيوعي قادرا على أن يغير أخلاقه وسلوكه وفقا للظروف مهما تطلب ذلك من كذب وتضليل وخداع فانه لن يكون مناضلا ثوريا حقيقيا ).ولنا في التاريخ العربي عبر ودروس مما عاشته بعض الانظمة العربية مع الشيوعية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي . فالديمقراطيات العربية لم تحقق الهدف المنشود ,وانما كانت عبارة عن أفيون لتخدير وتنويم وتغييب داكرة شعوبها حتى أصبح بعض حكامها من الجمهوريات الاشتراكية يورثون الحكم لأبنائهم ,بل أضحت هذه الديمقراطية المفترى عليها مجرد ديكور يؤثت بلاطاتهم وقصورهم , دون الرجوع الى أصل الديمقراطية كما حددها الاغريق واليونان قديما حكم الشعب بنفسه.