احتضنت أحد الساحات بمدينة برشلونة الإسبانية العاصمة الكاطالانية معرضا تشكيليا، للفنانين التشكيليين عمر شناعي ولحسن بوخليفي وفوزية الجعيداني التي قامت بالتنسيق في هده البادرة الطيبة الأمر الذي يؤكد مرة أخرى بأن كل فئات هدا الوطن مع القضية الوطنية الأولى قضية الوحدة الترابية، والتي صارت أحد الثوابث الفنية والإبداعية في وجدان الفنان المغربي. هذا، وقد نظم المعرض بتنسيق مع جمعية الإخوة حول العالم ببرشلونة بشراكة مع جمعية أبي رقراق بسلا الأيام الثقافية المغربية وذلك في أطار” دعم الوحدة الترابية والتبادل الثقافي بين الشعوب “.كما لقي إقبالا متميزا من طرف الجمهور الكاطالاني ، والجالية المغربية المقيمة بكاطالانيا . في نفس السياق ، فقد تميزت هده الأيام الثقافية والفنية بمعرض للصناعة التقليدية الذي عرض المنتوجات التقليدية المغربية من زرابي وأواني خزفية وعدة تحف نادرة من الثرات المغربي الضارب في جذور تاريخ هده الأمة، كما تم إحياء سهرات غنائية شاركت فيها مجموعة تكادة ومجموعة تيحيحيت وعدة فرق فلكلورية تمثل العديد من مناطق من المملكة المغربية بكل تلاوينتها الثقافية والفنية ،وأبعادها الحضارية. وإرتباطا بذات الموضوع، فقد لقيت الأعمال التشكيلية لكل من الفنانين الثلاثة شناعي وبوخليفي والجعيداني إقبالا مميزا نتيجة مضامينها ت مستوحاة من الموروث الثقافي المغربي، والحراك المعيشي والثقافي للأمة المغربية، كما تضمن المعرض صورا فوطوغرافية ودلالية تؤكد تشبث المغاربة بوحدتهم الترابية، وتعبر عن مدى التلاحم الروحي والفكري الذي يربط بين كل جهات المملكة . وتجسيدا لروح هده الأيام الثقافية التي تدخل في هدا الإطار بالذات وحسب تصريحات الفنان العصامي شناعي عمر فإن تمثيلية الفن التشكيلي المغربي بكل تلاوينه ومدارسه المتعددة من التجريدي والواقعي، صارت من ضمن المقومات العميقة كما أن اللوحات الفنية المعروضة تعبيرية في حد ذاتها للطابع المغربي الأصيل وتصب كلها في مواضيع حول الوحدة الترابية.معلنة بروز اهتمام الفنون التشكيلية المغربية بقضايا الوطن والمواطنين تماشيا مع التطور التاريخي لهذه الفنون في المملكة المغربية، وإنطلاقا من الأرضية الاجتماعية الثقافية التي صارت تحكم في الكثير من الأحيان المواهب والرغبات الفنية، والتي تقدم للفنان أرضية تاريخية غنية يبدأ من خلالها البحث في خياراته وأدواته. من جهة أخرى، ثمن التشكيليون العارضون هذه البادرة الثقافية التواصلية ، من خلال الجهود التي قامت بها كل من جمعية أبي رقراق بسلا وجمعية الإخوة حول العالم ببرشلونة إضافة إلى تنويهم بالعمل الذي قامت به المنسقة التشكيلية فوزية الجعيداني و رئيس غرفة الصناعة التقليدية بسلا. إومعلوم، أن الأيام الثقافية المذكورة، قامت بتقريب المجتمع الكاطالاني الإسباني خاصة والعالمي من موضوع الوحدة الترابية،وعمق القضية الوطنية، إعتمادا على إبراز المميزات الحضارية والتنوعات الثقافية للمغرب في تداخل ضمني ينبني على المثاقفة بين العناصر الأندلسية العربية والأمازيغية والإفريقية كفسيفساء متعددة الألوان والأشكال، توضح أبهة الحضارة المغربية وإنسانية الفن التشكيلي الوطني .