افتتحت، أول أمس السبت بكافا (20 كلم جنوب برشلونة)، الأيام الثقافية المغربية التي تهدف إلى تعزيز أواصر الصداقة بين المغرب وكاطالونيا، وتعريف الكاطالان بمختلف أوجه الثقافة والحضارة المغربيتين. كما تروم هذه التظاهرة الأولى من نوعها بهذه المدينة الكاطالانية، والمنظمة بصفة مشتركة من طرف كل من جمعية أبي رقراق و"أونيو جيرمانس ديل مون" بكافا (اتحاد إخوة العالم)، إلى تعزيز أواصر ارتباط المواطنين المغاربة المقيمين بهذه المنطقة من شمال - شرق إسبانيا بوطنهم الأم. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي تستمر إلى غاية 11 يوليوز الجاري، تنظيم معرض لمنتوجات الصناعة التقليدية تنظمه غرفة الصناعة التقليدية بسلا، معرضا للفن التصويري المغربي، وعرض للقفطان المغربي، إضافة إلى عرض للمواد التجميلية الطبيعية المستخلصة من الحناء وزيت أركان. وفي إطار هذه التظاهرة، كان الجمهور على موعد، أمس السبت، مع سهرة غنائية بالهواء الطلق لكافا، نشطتها نجمة الأغنية الأمازيغية الرايسة تيحيحيت، ومجموعة تاكادة وصوت إفريقيا لموسيقى كناوة، إضافة إلى نجم الأغنية الأمازيغية الريفية ناجم أغريب، الذين ألهبوا حماس الجمهور وأدوا بنجاح عددا من أشهر أغانيهم. وقد اجتذبت هذه السهرة، التي تخللها معرض للقفطان المغربي، جمهورا غفيرا من المواطنين المغاربة والكاطالان، جاء لاستكشاف غنى وتنوع الأغنية الشعبية المغربية، وتجاوب مع إيقاعات الموسيقى الكناوية والأمازيغية. وقد جرى حفل افتتاح هذا التظاهرة بحضور، على الخصوص، عمدة مدينة سلا نور الدين الأزرق، ورئيس جمعية أبي رقراق نور الدين اشماعو، والمدير العام المكلف بالهجرة بالحكومة الكاطالانية كسافييه بوش إي غارسيا، والمستشار المكلف بالثقافة بالمجلس البلدي لكافا ميغيل أنخيل دياس. وقال السيد اشماعو، في كلمة بالمناسبة، إن تنظيم هذه التظاهرة يندرج في إطار برنامج للشراكة مع مجموعة من جمعيات بلدان البحر الأبيض المتوسط، ولاسيما إسبانيا، موضحا أن جمعية أبي رقراق تعتزم، خلال السنة المقبلة، تنظيم أيام مماثلة بمدن كاطالانية أخرى، خاصة بمدينة برشلونة. وفي معرض تأكيده على أهمية "الدبلوماسية الثقافية" في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين المغرب وإسبانيا، أوضح السيد اشماعو أن هذه التظاهرة تندرج أيضا في إطار الجهود التي تبذلها جمعية أبي رقراق من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وكذا إطلاع ممثلي المنظمات غير الحكومية الأجنبية على الإصلاحات التي باشرتها المملكة في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن جهته، أشاد السيد بوش إي غارسيا بمبادرة جمعية أبي رقراق، مؤكدا أهمية الدور المنوط بمنظمات المجتمع المدني في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين كاطالونيا والمغرب. كما نوه المسؤول الكاطالاني بأفراد الجالية المغربية المقيمة بكاطالانيا، اعتبارا لديناميتهم ومساهمتهم القيمة في التنمية السوسيو - اقتصادية لهذه المنطقة الإسبانية، مشيدا في هذا الصدد بموافقة الشعب المغربي على الدستور الجديد الذي يشكل، بالنسبة إليه، "خطوة مهمة في مسلسل تعزيز الدمقرطة بالمملكة".