عاش سكان منطقة القرية الشعبية بسلا ، نهاية الأسبوع الماضي ، ليلة رعب حقيقية ، بعدما اندلعت " حرب ضروس " بين مجرمين خطيرين ، حولا أزقة الحي الشعبي إلى ساحة حرب سالت فيها الدماء واستعملت السيوف الحادة لساعات ، في غياب تام لكل الأجهزة الأمنية . ووفق ما أوردته صحيفة " أخبار اليوم " المغربية ، تابع حشد كبير من سكان الحي تفاصيل عملية " تعذيب وإذلال " رهيبة نفذها أحد المجرمين ، واسمه فريد في حق زميله ، فيما كان أصدقاء المعتدي ، " يؤرخون " للحظة عبر كاميرات هواتفهم النقالة ويشجعونه من أجل الاستمرار . وأفاد شهود عيان أن أفراد هذه العصابة أرعبوا ، طيلة ليلة الجمعة الماضية ، سكان الحي الذي كان مسرحا لهذا الحادث ، حيث قام مجموعة منهم بتكسير زجاج بعض السيارات المتوقفة وإرغام محلات تجارية تحت التهديد على الإغلاق ، وضرب أبواب المنازل بالهراوات ، قبل أن يختفوا من الحي بعد سلكهم طريق منطقة " الشعبة " المظلمة إلى حي مولاي إسماعيل . ولم يستبعد أحد الشهود أن يكون المعتدي ورفاقه قد نفذوا هذه الاعتداءات تحت تأثير مفعول حبوب الهلوسة ( القرقوبي ) ، التي تروج على نطاق واسع بهذه المنطقة ، حسب تعبير المصدر . ويتداول عدد من الشباب شريط فيديو مصور ، يظهر خلاله المسمى " فريد " ، وهو يوجه ضربات بالسيف ، في الشارع العام وفي ساعة متأخرة من الليل ، لشخص آخر على مستوى رأسه ووجهه وصدره وفخذيه ، قبل أن يرغمه على التجرد من ملابسه والتعري أمام حشد من المارة بينهم عدد من رفاق المعتدي . وبدا المعتدي منفعلا وهو يوجه ضربات عشوائية إلى مناطق متفرقة من جسد الضحية ، فيما اكتفى بعض الحاضرين بتصوير وقائع الجريمة بكاميرات هواتفهم النقالة . كما ظهر المعتدي وهو يأمر الضحية بنزع ملابسه قطعة قطعة ، مهددا إياه بالذبح إذا لم ينفذ أوامره ، ما حذا بالمعتدى عليه إلى نزع كافة ملابسه أمام الحاضرين ، الذي صاح بعضهم مقترحا على الضحية تقبيل أرجل فريد ليصفح عنه ويخلي سبيله ، في الوقت الذي كانت الدماء تنزف بشدة من جسمه العاري . ولم تتوقف حصة " التعذيب " على الرغم من توسلات المعتدى عليه ، حيث ظل فريد يصرخ ويضرب بسيفه ذات اليمين وذات الشمال ، وعلى لسانه طلب واحد " انزع تبانك " أو " حيد الكالصو " ، وهي العبارة التي ترددت بقوة في الشريط المصور . وظل المعتدي ينفذ جريمته بكل حرية وطلاقة دون أن يقترب منه أحد ولم ينصرف المعتدى عليه إلا بعد أن أنهى " معذبه " كل " تمريناته " في مجال المسايفة ومضى إلى حال سبيله . وذكرت بعض المصادر أن " السلطات الأمنية لم تتحرك إلا بعد تداول الشريط المصور للحادث ، حيث اعتقلت الاثنين رفقة ثلاثة آخرين كانوا يصورون الشريط ويطلبون من فريد الاستمرار في الضرب ، وكذا فتاة أخرى كان فريد يناديها ب " عشيرتي " . واستنادا إلى مصادر أمنية ، فإن الأمر يتعلق بمجرم خطير اسمه " فريد " يبلغ من العمر ( 33 سنة ) ، وسجله يحمل 10 سوابق في مجال السرقة ، قضى من أجلها عقوبات متفرقة . بينما المعتدى عليه شاب في الثلاثينات من العمر ، رصيده 6 سوابق في مجال السرقة أيضا والاعتداء على المارة ، وهو صديق سابق للمدعو " فريد " . وفيما يلي لقطات من شريط يعتبر بحق وصمة عار في جبين السلطات الأمنية المغربية ، وفي جبين المجتمع المغربي : http://www.youtube.com/watch?v=-g09YRxUySo