ارتأت إدارة المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بسلا الجديدة إلى طرد طالب مسجل بقسم "التجارة" لا لشيء سوى تلبية "ماشوزية" أستاذة عرضية. حيث اشتكت الأستاذة التي يحلو للطلبة تسميتها "مدللة مدير المعهد" بأن الطالب غير متواضع معرفيا، ويتابع حصة درسها بنظرات تعبر عن حقد وعدوانية، ووصفتها بأنها "تخنزير" الطالب، وأضافت أن ذلك بات لا يطاق ولذلك وجب توقيفه عند حده. قرار التوقيف هذا استغربه زملاء الطالب، ووصف بالقرار الجد متسرع، بحيث لم تكلف إدارة المعهد عناء التحقق من الأمر قبل اتخاذه. مستغربين سذاجة السبب الذي تم على إثره طرد الطالب من فصول التكوين. ويتساءل الطالب مبارك بدري في تصريح للجريدة "كيف تؤول نظراته على أنها عدوانية وتعبر عن عجرفة وعدم تواضع، وكيف تؤول مشاركته في إثراء النقاش في حصة درس الأستاذة بأنها تقليل من مستواها العلمي، و"عجرفة معرفية زائدة". ويضيف الطالب مبارك بدري بالقول "كيف تحول إحساس الأستاذة إلى حقد، يدفعها إلى تقديم شكوى إلى الإدارة لإبعاده من فصل الدراسة بدعوى عدم تواضعه أثناء متابعة دروسها، لتتهمني بأني أشيع وسط الطلبة بأن الأستاذة غير مؤهلة للتكوين. واستغرب الطالب كيف استجابت الإدارة لشكوى الأستاذة المعنية، فتم إبعادي من الفصل من طرف مسؤول على تكوين المكونين، ادعى أنه مفتش بالمعهد، تجاوز الصلاحية الإدارية للسيد المدير، وقام بتوبيخي بمعجم "ساقط" بعيد كل البعد عن الحس التربوي، ولما نبهته بأن لا مسؤولية إدارية وتربوية له، تخوله توجيه توبيخاته لي وإجباري على الخروج من الفصل الدراسي. قبل أن أؤكد له أن المسؤولية الإدارية والتربوية للسيد المدير وحده، لكنه أبى إلى أن ينعتني ب "عديم الأخلاق"، ويشير على السيد المدير بطردي خارج أسوار المعهد. عدد من الطلبة ممن التقتهم الجريدة من نفس فصل الطالب "مبارك بدري" أكدوا أن معاشرتهم له عادية وأن سلوكاته داخل الفصل وخارجه جد عادية. وأن انضباطه هو ما جعله يحرز شهادة تقني في "تقنيات البيع" بامتياز، بذات المعهد، وأهله ذلك لمتابعة الدراسة في شعبة تقني متخصص (تجارة). وأضاف عدد من طلبة المعهد أن الطالب محبوب لدى الجميع وعلاقته ممتازة، فلم يتأكد طوال دراسته بالمعهد أن كان مشاغبا أو عدونيا، أو أتى سلوكا غير لائق تضيف أستاذة كانت من بين مدرسيه ورفضت الكشف عن هويتها لاعتبارات إدارية على حد قولها. وتفيد زميلات الطالب بالمعهد أن واقع طرد الطالب مبارك بدري بهذه الطريقة أمر يفتقد إلى أي حس تربوي وتكويني، خاصة أن الطالب يبدي الاحترام الطبيعي. أما أن تدخل معه أستاذة عرضية في تحدي (الصغار) فذاك ما يفسد جوهر العملية التكوينية. وعليه فالإدارة يجب أن تستوعب أنها بصدد تقديم تكوينات وليس التربية على الآداب والأخلاق. وأشار صديق للطالب بأنه قد يحس الطالب مبارك بدري وبحكم أنه من قدماء طلبة المعهد بأن المؤسسة ملك للطلبة، فإنه لم يصدر عنه سوء معاملة أو إخلال بالواجب للعملية التكوينية، وإن كان يبدي انزعاجا من عمليات السب والقذف التي تتفوه بها الأستاذة في وجه الطلبة بين الفينة والأخرى، مما جعلها تكن له حقدا، وتفسر نظراته بأنها تحمل معنى الرفض، وحتى وإن صدق تأويلها فإن لا أحد يحاكم على النوايا. وعلى بساطة المشكل فإن إدارة المعهد وطبقا لادعاء أستاذة عرضية لاتهمها مصلحة المعهد، أبت الإدارة إلى أن تتخذ قرار طرد، يمس في العمق رهانات منظومة التكوين الرامية إلى تخريج أكبر عدد ممكن من الكفاءات المؤهلة. وعلى العموم فإن الطالب قد أكد بأن الإدارة وما لم تتراجع عن قرارها فإنه سيلجأ إلى كل المسالك القانونية حتى يتمكن من رفع الحيف عن حقه في التكوين والدراسة، معتبرا أن لا حق لأستاذة أن تمنعه من متابعة تكوينه بالمعهد التطبيقي، وأضاف أنه سيتوجه إلى الهيئات والشخصيات المعنية لحمل المعهد على التراجع عن قرار طرد اتخذ في حقه بارتجالية لا تشرف إدارة المعهد.