في الحلقة الأخيرة من برنامج "حوار" الذي يقدمه الصحفي "العتيق" مصطفى العلوي، والتي استضاف فيها الوزير الاتحادي المكلف بالعلاقات مع البرلمان "إدريس لشكر"، انتقد هذا الأخير، وبشكل لاذع، أداء قناة الجزيرة في تعاطيها للقضايا والملفاتالتي تهم المغرب، متهما إياها بعدم نهج ما تدعيه من دقة وموضوعية وحياد في تناولها للأخبار المغربية. وذكر" لشكر" أن قناة الجزيرة رفعت دعوى قضائية ضد المغرب دون الخوض في التفاصيل، معتبرا ذلك مؤشرا قويا على "انفتاح المغرب وعلى هامش الحرية الذي ينعم به". هذا وقد كانت قناة الجزيرة القطرية قد أقدمت على رفع دعوى قضائية ضد المغرب في شخص الوزير الأول وكذا وزير الاتصال خالد الناصري من أجل الطعن وإلغاء قرار الناصري بعدم تجديد اعتماد الصحفيين المغربين المشتغلين مع مكتب الجزيرة بالرباط، أنس بنصالح ومحمد البقالي. يبدو إذن أن مسلسل الشد والجذب بين القناة القطرية الواسعة الانتشار وبين النظام المغربي لم تكتمل حلقاته بعد. فالمغرب يعتبر الجزيرة معادية له و أنها تترصد الجوانب السلبية فقط في تغطيتها لأخباره، بل ويتهم بعض المسؤولين في وزارة الداخلية طاقم الجزيرة "الإسلامي" بتبني أجندة خفية هدفها استغلال شعبية القناة وامتدادها الواسع من أجل دعم التيار الأصولي في العالم العربي. كما أن الجهات الإعلامية الرسمية لا تنظر بعين الرضا على الطريقة التي تقارب بها القناة القضايا المغربية وخاصة قضية الصحراء، حيث أنها تنهج أسلوبَ التضخيم وإعطاء فرصة النقاش لطرف على حساب طرف آخر، دون احترام لمبدأ «الرأي والرأي الآخر»، الذي تقول به أخلاقيات العمل الصحفي والذي تدعي الجزيرة أنها تتزعم ريادته.. وأوضح مثال على ذلك البون الشاسع بين كيفية تعاطيها مع قضية "أمينة حيدر" وبين قضية "ولد سلمى". ناهيك على أن القناة تشتغل في المغرب بأجهزة غير شرعية وأن هناك تلاعبات كبيرة في البث من المغرب.. إدارة قناة الجزيرة تنفي كل هذا جملة وتفصيلا، وتقول أن اختيارها للرباط واستثمارها أمولا كبيرة في مكتبها هناك كان قناعة منها على انها العاصمة العربية الأكثر توفرا على هامش كبير من حرية الإعلام والصحافة، وان اتهامها بمحاباة الإسلاميين ونقل وجهة نظرهم فقط هو اتهام عار عن الصحة ولا تدعمه معطيات دقيقة، وان الخلل يكمن في صمت المسؤولين المغاربة الذين يرفضون الحديث أمام الكاميرا، مقابل استغلال أفضل للإسلاميين "لسلاح الصورة". بإعلام هزيل ودبلوماسية فاشلة تريد وزارة الاتصال المغربية مواجهة "غول" الجزيرة، هذه الامبراطورية الإعلامية الضخمة!! رضينا أم سخطنا على خطها التحريري تبقى الجزيرة شاشة تتوجه إليها أنظار 80 مليون مشاهد عربي، فهل من مصلحة المغرب أن يعلن الحرب على القناة؟ وللجزيرة جمهور مغربي واسع، يريد مادة قريبة منه وإلا تحول لغيرها من القنوات، فهل من مصلحتها فقده؟ موضوع نقاشنا اليوم هو خلفيات الصراع القائم بين قناة الجزيرة والنظام المغربي.. هل نحن أمام صراع سياسي أم إعلامي بحت؟ وهل إدارة المغرب لهذا الصراع هي في صلب مصلحته؟ أم أن إدارة القناة تحتاج "لفركة أذن" حتى تعود لجادة الحياد؟ ثم أين يتموقع المشاهد المغربي في حلبة هذا الصراع؟ أسئلة للنقاش نتشاركها مع قراء مرايا، فمرحبا بآرائكم...