قال خالد الناصري، وزير الاتصال ، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الخميس، إن المعلومات المتوفرة عن مصطفى ولد سلمى، يكتنفها الغموض وضبابية كبيرة، ولا يمكن الاستغراب للأمر، على اعتبار الجهة التي يتم التعامل معها، في إشارة إلى "البوليساريو"، والتي هي مصدر الخبر، في منطقة تهيمن عليها بيد من حديد، زمرة حاكمة لا تؤمن بحقوق الإنسان، ولا بالديمقراطية، ولا بالحق في الاختلاف، ولا بحرية التعبير، بحسب تعبيره. وكان ولد سيدي مولود زار المغرب في وقت سابق، وأعلن عن تأييده لمشروع الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه العاهل المغربي الملك محمد السادس، وقرر بعد ذلك، في بادرة غير مسبوقة، العودة إلى تندوف، حيث توجد مخيمات الصحراويين، وقيادة جبهة البوليساريو، حيث تم اعتقاله، وتقول المصادر المغربية إنه تعرض أيضا للتعذيب. وأشار الناصري خلال تصريحات في ندوة صحافية في العاصمة الرباط ، إلى أن السلطات المغربية بصدد متابعة دقيقة لملف مصطفى ولد سلمى، القيادي الأمني، الذي أعلنت "البوليساريو"، عن إطلاق سراحه، أمس الأربعاء، مضيفا أن إطلاق السراح المعلن، جاءت نتيجة الضغط الدولي الذي مارسه المغرب، وليس استجابة لطالب منظمات حقوقية، كما حمل بلاغ البوليساريو. وخلال الندوة ، أعلن الناصري، أن المعلومات المتوفرة حاليا عن مصطفى ولد سلمى، لا تبعث على الارتياح، بل تدعو إلى القلق، لأن الرباط لا تعرف بالضبط أين يوجد مصطفى ولد سلمى، ولا تتوفر على ضمانات، وهنالك حالة من الانتظار لما يؤكد إطلاق سراحه الفعلي، ومضيفا بأن المغرب سيواصل التعبئة حول الموضوع، حتى يضمن مصطفى ولد سلمى، حريته وحقه في التعبير عن آراءه. وفي سياق متصل، نفى الناصري إلغاء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو كان مقررا عقدها في الرابع من أكتوبر الحالي، وقال إن هذا التاريخ لم يكن واردا من الأصل، ولم يتم الاتفاق حوله، مشيرا إلى أن المشاورات ما زالت مستمرة بين الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى اتفاق حول تاريخ ومكان انعقاد المفاوضات المقبلة، مؤكدا أن المغرب ملتزم بالحوار الجدي لحل النزاع في الصحراء، وبناء المغرب العربي، وأنه لا مكان لدولة سادسة في المنطقة، على حد قوله. و قال محمد الشيخ ولد سلمى، شقيق مصطفى ولد سلمى، إن عائلته تعيش قلقا شديدا بسبب عدم حصول أي تواصل بين أي من أفراد العائلة، المتواجدين في مخيمات تندوف، بما فيهم الوالدة، مع مصطفى ولد سلمى، الذي أعلنت البوليساريو، أمس الأربعاء، عن إطلاق سراحه . وأوضح محمد الشيخ، الذي يرأس لجنة الدعم والمساندة لشقيقه مصطفى ولد سلمى، بأن الأمر يتعلق بإطلاق سراح إعلامي فقط، وأن أخاه لا يزال تحت مسمى مجهول المصير، بالرغم من أجواء الاحتفالات والبهجة التي تعرفها المخيمات، منذ أمس الأربعاء، عقب خروج النسوة يزغردن فرحا . وفي نفس الوقت، لا يزال سلمى ولد سيدي مولود، والد مصطفى ولد سلمى، في نيويورك، في إطار مهمة عمل لشرح قضية ابنه، أمام المنتظم الدولي، وأمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، وللتواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية، الداعمة للحريات العامة، وخاصة حرية الرأي والتعبير .