ارتبط إسم مارشال، بالمشروع الأمريكي الضخم الذي اشتغل على تأهيل الحلفاء الأوروبيين في حقبة الحرب العالمية الثانية، ولا زالت أغلب الدراسات الأكاديمية تحيل على نتائج هذا المشروع على الوضع الاقتصادي المزدهر الذي تعيشه أغلب هذه الدول اليوم، وذلك بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي اندلعت خلال السنين الأخيرة. بالنسبة للمغاربة، فقد انتظروا تدخلا ملكيا مباشرا حتى تتم إعادة النظر في الوضعية المزية لآلاف من مساجد المملكة، حتى لا يتكرر سيناريو سقوط صومعة مسجد خناثة بمكناس، والذي أزهق أرواح ما يقل عن 41 مغربيا. وهكذا اطلع الملك محمد السادس، الجمعة الماضي على تفاصيل البرنامج الوطني لتأهيل المساجد وقاعات الصلاة الآيلة للسقوط الذي رصد له غلاف مالي إجمالي بقيمة مليارين و700 مليون درهم، والذي قدمه أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي أخذ علما بخلاصات تقرير رسمي لم يكسف عنه لوسائل الإعلام بعد، وبتعلق بأهم نتائج أسباب كارثة مسجد خناثة، وهي خلاصات لا تخدم موقف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في مرحلة الانتخابات التشريعية القادمة لشتنبر 2012. وأكد أحمد التوفيق، خلال هذا العرض، أن الوزارة ووزارة الداخلية، وتلبية للتعليمات الملكية، قامت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة ، بمسح وافتحاص 19 ألف و205 من بيوت الله، منها 15 ألف و770 مسجدا و3435 قاعة للصلاة، قبل أن يتبين من خلال هذا الفحص اختلالات معقدة في عشرة آلاف و437 مسجدا، أي 54 بالمائة من مجموع المساجد التي تم افتحاصها، وبذلك تقرر الإغلاق الكلي لستة بالمائة من هذه المساجد والإغلاق الجزئي لاثنين بالمائة، أما في ما يخص 92 بالمائة من المساجد وقاعات الصلاة المتبقية ، فلقد تقرر إصلاحها ، حيث تقرر إصلاح أو ترميم أو تدعيم أو تقوية 6674 مسجدا، وإجراء خبرات تقنية مدققة ل3374 مسجدا، وأخيرا هدم وإعادة بناء 389 مسجدا. وضمن تفعيل "مخطط مراشال" المغربي الخاص بتأهيل هذه المساجد، ودائما في إطار تنفيذ التعليمات الملكية، تقرر إعطاء الأولوية للمساجد المغلقة وتمكين المصلين من قاعات للصلاة مؤقتة طوال شهر رمضان القادم (وسيحل في غضون منتصف شهر غشت 2010)، كما سيتم انطلاق الأشغال في المساجد الأخرى بعد إجراء خبرة تقنية دقيقة وظف لها غلاف مالي بقيمة مائتي مليون درهم، أما باقي الأشغال فقد خصصت لها ميزانية تصل إلى مليارين و500 مليون درهم.