يعتبر الصادق النيهوم من رموز الفكر العربي الحديث والنهضة الثقافية والعلمية العربية المعاصرة ، وتحيلنا أعماله الفكرية الى منهجية علمية وعلمانية وثقافة عربية واسعة. ذاع صيته من خلال أبحاثه ودراساته ومداخلاته وكتاباته الرصينة ، في مجال النقد الديني ، وكذلك أعماله الجريئة العميقة عن "الاسلام والديمقراطية" التي صدرت عن دار رياض نجيب الريس. النيهوم من مواليد بنغازي في ليبيا سنة 1937 ، انهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارسها ، ثم سافر الى القاهرة وهناك أتم علومه الجامعية وقدم اطروحته لنيل الدكتوراة في موضوع "الأديان المقارنة" لكن الجامعة ردت الأطروحة بحجة انها "معادية ومناهضة للاسلام" ، وبعدها انتقل الى المانيا وفي جامعة ميونيخ تعلم ونال الدكتوراة ، ثم اكمل الدراسة في موضوع "الاديان المقارنة" بجامعتي اوريزونا الامريكية وهلسنكي في فنلندة. في السبعينات اقام النيهوم في لبنان وكان ينشر مقالاً اسبوعياً في مجلة "الاسبوع العربي" .وفي العام 1976 غادر لبنان بسبب الحرب الأهلية وأقام في جنيف ، وهناك أنشأ دار "التراث" ودار"المختار" وأصدر سلسلة من الموسوعات العربية منها: "تاريخنا" و"بهجة المعرفة" ، كما وعمل استاذاً في جامعة جنيف لموضوع "الأديان المقارنة" حتى وافته المنية سنة 1995 وهو في ذروة تألقه وعطائه وعنفوانه. من أعماله :" صوت الناس _ أزمة ثقافة مزورة" و"الاسلام في الأسر _ من سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة ؟!"و" اسلام ضد اسلام_ شريعة من ورق" . في كتاباته يركزالنيهوم على دور الجامع في تحريك الديمقراطية ، مسلطاً الأضواء على دور الاسلام المستنير والمشرق ، ،مطالباً بإخراجه من أيدي الفقهاء ، وداعياً الى ضرورة اعادة كتابة التاريخ العربي بمنظور علمي وتحديثي وحضاري. الصادق النيهوم كان مثقفاً صدامياً ، مفكراً واضحاً وشفافاً، ناشطاً يسارياً شديد الحضور في ميادين الثقافة والفكر والنقد الديني ، باحثاً عن المعرفة من خلال انسانية الثقافة ،وتبقى نزاهته في سلوكه ومواقفه وعمق كتاباته ، وشفافية نضاله، ودفاعه عن الأفكار والقيم والمفاهيم العلمية الحضارية ، وايضاً بوقوفه في وجه الجهل والتخلف والقهر والظلامية ، وضد الاغتيال والقمع والارهاب الفكري .