كما كان منتظرا، قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة الماضي، تمديد مهمة بعثة "المينورسو" لمدة سنة، مجددا دعوته للأطراف من أجل التحلي ب"مزيد من الإرادة السياسية"، ومواصلة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي عادل ودائم ومقبول من لدن الأطراف لقضية الصحراء، حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء. وأفادت القصاصة أيضا أن المجلس أخذ علما، في قراره الجديد الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع، مرة أخرى ب"المقترح المغربي الذي قدم في 11 أبريل 2007 إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة"، معربا عن ارتياحه "للجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب للمضي قدما نحو إيجاد تسوية" لهذه القضية، مطالبا من "الأطراف بمواصلة التحلي بالإرادة السياسية، والعمل في مناخ ملائم للحوار بهدف الانخراط بشكل أكثر حزما في مفاوضات معمقة وبالتالي ضمان تطبيق قرارته 1754 (2007)، و1783 (2007)، و1813 (2008) و1871 (2009)، ونجاح المفاوضات". وبعدما أقر الأعضاء ال15 بأن الإبقاء على الوضع القائم ليس مقبولا على المدى البعيد، طلبوا "مجددا من الأطراف وبلدان المنطقة التعاون بشكل أكبر وكامل مع منظمة الأممالمتحدة، ومع بعضها البعض لوضع حد للمأزق الحالي والمضي قدما لإيجاد حل سياسي". على أن الجديد في الأسباب الموضوعية التي أفضت إلى تمديد حتمي لمهنة البعثة الأممية في المنطقة، هو ما يرتبط بتطورات ملف القبائل في الجزائر، إلى درجة حديث بعض المراقبين خلال الأسبوع الجاري عن احتمال أن تحتضن العاصمة الفرنسية باريس مقر الحكومة المؤقتة للقبائل، بعد قيام حوالي 5000 قبائلي بتلبية نداء العديد من الفعاليات والجمعيات التي دعت إلى التجمع في وسط مدينة باريس يوم 20 أبريل الماضي لإحياء، الذكرى الثلاثين للربيع البربري (30 أبريل 1980) والذكرى التاسعة للربيع الأسود (20 أبريل 2001)، واللذان يخلدان لأحداث دامية ذهب ضحيتها العديد من المناضلين القبائل، وحسب البيان الصادر عن الحركة فإنه تم تعيين اليزيد عبيد على رأس لجنة استشارية تكون من مهامها التفكير و طرح المنظور الملائم لما قد تكون عليه مكونات و بنية المؤسسات في ظل الحكومة المؤقتة للقبائل. ولعل تطورات هذا الملف بالذات، تخدم الجانب المغربي في صراعه القديم والجديد مع الجارة الجزائر على الصحراء المغربية، وهو الصراع الذي توظفه الجزائر في حسابات استراتيجية عبر بوابة جبهة "البوليساريو"، بما قد يدفع المسؤولين المغاربة لاستغلال ورقة حكومة القبائل "الباريسية"، في الصراع القديم الجديد.