عندما يصدر المجلس الاعلى للحسابات تقريره السنوي تبرز على السطحالحرب الحاميةبالصواريخ المالية فيما يتعلق بالمال العام وتبذيره بشكل مذهل يدعو للاستغراب ، تقشف في الاسفل ، يتحول الى تبذير في الاعلى ، ذلك أن 115 مليار درهم وحدها التي طاولها النهب ، وفق تقرير لجنة التقصي التي أحدثها البرلمان حول الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ، تكفي لإحداث مليون فرصة عمل. مستشارون باصنافهم يعرضوناصواتهمفي مزادات علنية ، اضعف هدية مستشار جهاز"بورتابل" مقابل صوت لفائدة انتخابات الجهة" ، وبيع البضاعةلمن يدفع اكثر في الغرفاللامهنية في سبيل احتلالمواقع "الرياسة " .. والاستيلاء على مفاتيح الصندوق ... نهب المال العاميتعلق بسوق سوداء .. لاتخضعلضابط او قواعداو قيم ثابتة .. ويسودها منطق" من غفل طارت عينيه .. وتبخر مقعده ".. هكذا يخضعالمال العامللنهب والتبذير، لتليه في كل محطةاستعدادات للمرة الالف خياطة وترقيعوتلصيق وفتحسوق " الرياسة " في كل شيء ومن جديد ، وتتدفقفي هذا السبيل سيول جارفةمن الاموال يحار معها العقلويتساءلعن مصدرهافي هذا المغرب المعاق الذي لاينتج كفافه .. ويشتغل الملايينمن مواطنيه صباح مساء" بنش وهش الذباب" . ومقابل الاستعدادات تلو الاستعداداتيخوض الماسكونبأعنة " الرياسة " في اغلب المؤسسات وعلى راس الصناديق ، حرب مواقعحامية ، ويقذفون من صناديق مختلفةومن عليائهمالحشودالتي " تتخبط "في مواجهتهمبقذائف " مليونية " و " مليارية "فتتمزق الحشودتلك شر تمزيقعندما لايكونلحاشديهاالغطاء المالي ، عفوا الناري ، دون مستوى القذائف المنهمرة . والنتيجة بطبيعة الحال ، لاتقف عند حدود " انزال " او "تصعيد " هذا الناهباو ذاك .. ولكنها تبرز صارخةفي هذا التوليد الجرثوميلمرتزقة نهب المال العاموذلك ما يفوح من تقارير المجلس الاعلى للحسابات وما خفي اعظم . بقي ان نميزبين هذا اليماو هذا البحرالمتلاطم من الفسادوبين عدد من جزر قليلةنظيفةالتي ينبغي شد ازرهافي مواجهةالموج العاتي . وان نميز كذلك بين محاولات وجهود تبذل في سبيل التطهيروكنس الفاسدينوالمفسدين إذ مئات الملايير التي نهبها الفاسدون كانت كافية لضمان فرص العيش الكريم لكل فقراء المغرب ومعطليه والقضاء على أسباب الهشاشة والتهميش ... وبين محاولاتالحشد تلك لتبئيس هذا و" ترييس " ذاك حسب الاستعداد والقدرة لنهب المال العام الذي يجب ان يكون مقدسا .