في البلدان الشوفينية والإستبدادية لا تكتمل مواطنتك إلا بترديد ما يقوله الحاكم وأتباعه كأي ببغاء حقير،ما عليك إلا المباركة والطاعة لما يقوله السلطان،وأبلغ مثال هو ما يحدث اليوم في هذه البلاد المسماة مغرب وخصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء وما تشهده من مغامرات بل وتجاوزات بل وحماقات من طرف الراحل الحسن الثاني وعبيده على الخصوص،ولعل أبرز حماقة ارتكبها الحسن الثاني قيد حياته هي تلك المسماة-مسيرة خضراء-نام الملك واستيقظ فجأة في منتصف الليل فراودته فكرة على حد تعبيره ،وسأسرد عليكم ما قاله الملك الحسن في كتابه-ذاكرة ملك-لتقفوا على حجم الإستهتار بمصائر المغاربة،فقط لإثبات صواب نزواته(في 20 أغسطس كان علي أن ألقي خطابا بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب،وهي الذكرى التي تخلد تاريخ نفي الأسرة الملكية،وعشية ذلك اليوم كنت أتساءل مع نفسي ترى ماذا عساي أقول في هذا الخطاب؟ وفي المساء وبعد أن أديت صلاة العشاء أخلدت إلى النوم،فاستيقظت فجأة في منتصف الليل تراودني فكرة نفذت نفوذ السهم إلى ذهني وهي..لقد رأيت آلاف الأشخاص يتظاهرون في جميع المدن الكبرى مطالبين باستعادة الصحراء،فلماذا لا ننظم تجمهرا سلميا ضخما يأخذ شكل مسيرة؟) إيوا شوفو كيفاش هاد الأخ كيمارس الحكم..السيد للي يرحمو نْعس..وحْلم بِعباد الله كيحتجو..ضربتو الفيقة،ناض هججْ المْغاربة..ولو كان حاكما متزنا ومنتخبا بشكل ديمقراطي لاستغرقت أحلامه تلك سنوات عديدة لتطبيقها بعد استشارة شعبه طبعا،لكن وكما هي عادة الملوك المتألهين في الأرض،لا شعار يعلو على شعار-للي كالها سيدنا هي للي كاينة-حتى الرمي ب 350 ألف مواطن ومواطنة في غياهب المجهول،غير عابئ لا بالألغام التي كانت تملأ أطراف الصحراء ولا واضعا في اعتباره أي رد فعل مسلح من طرف إسبانيا تجاه المواطنين العزل،بل ويزداد حجم الإستهانة بالشعب حينما قال الراحل أنه لو فشلت المسيرة لكان سيعتزل العرش وسيذهب إلى فرنسا أو أمريكا ليعيش حياته كأي مواطن-بلاتي باقي ماساليناش-لن يغادر الحسن المغرب إلا بعد أن يشكل مجلس وصاية العرش لخلفه محمد بن الحسن آنذاك ويحكم هو من بعيد وهذا قمة الإستهتار بالمغاربة وأرواحهم ومستقبلهم أيضا،والحقيقة أن الصحراء لو كانت قضية شعب لما وصلنا إلى الباب المسدود اليوم، بل هي قضية نظام وقضية الجالسين على العرش،فحينما كان يسار السبعينات ولا يزال ينادي بتقرير المصير في الصحراء كان الراحل يرميهم بعقوبة المؤبد وتهم الخيانة العظمى،رغم أن الراحل نفسه قال في سنة 1965 والكلام مأخوذ حرفيا ودائما من كتابه-ذاكرة ملك-(في 3 مارس 1965 وبمناسبة عيد العرش استقبلت صوليس..وقلت له سيد صوليس، أبلغ الجنرال فرانكو أنه لو رفض فتح حوار معنا فإنني سأبتليه بفيروس تقرير المصير وسأطلب من الأممالمتحدة تقرير المصير في هذا الإقليم) لكن مالذي منع ويمنع النظام المغربي اليوم من طلب تقرير مصير الصحراويين في تينذوف رغم أن الأممالمتحدة نفسها تُقر به وتعتبر مشكلة الصحراء تصفية استعمار بل وتشرف عليها لجنة تصفية الإستعمار أيضا،هنا بالضبط نقف على حجم-سياسة الدْراري-فقضية الصحراء لن تُحل بالتنطع الخاوي ولا بسياسة الدعاية والبروباغندا الفارغة ولا بفبركة المظاهرات ضد الصحراويين وتسعير النعرات القبيلة التي قد تشعل حربا أهلية في المستقبل القريب كما حدث في الأسبوع المنصرم حينما تجمهرت العديد من الجمعيات المأجورة في المطار احتجاجا على من قاموا بزيارة تينذوف،والمصيبة أن هذه الحملة تأتي بعدما اقترحوا ما يسمونه-الحكم الذاتي-وبغض النظر عن مشروع الحكم الذاتي الذي يجب أن يكون مفهومه طبق الأصل لمفهوم الحكم الذاتي كما هو مذبج في القانون الدولي،فإن هذا المشروع يجب وبالضرورة أن يوافق عليه إخواننا الصحراويون القابعون في تنذوف عبر مفاوضات مباشرة بل وحتى سرية إن اقتضى الأمر،أما نهج سياسة الحسن الثاني وإخضاع استقرار وأمن وطن بأكمله للمزاجية والمغامرة عبر إقرار-الحكم الذاتي-من طرف وحيد، فذلك يدخل في باب جنت على أهلها براقش.وجدير بالذكر أيضا أن الدولة المغربية والنظام ككل يرهن استمراره بحل مشكلة الصحراء،وعليه وقبل أن يفكر في إطلاق أول رصاصة تجاه الطرف الآخر أن يعتقل أزيد من 75 في المائة من المغاربة الجائعين والغاضبين من القهر والإستغلال والتفقير والحكرة بشتى أنواعها كي لا يتهمهم بالخيانة العظمى إذا ما احتجوا على هذه المآسي الداخلية،إن النظام المغربي ليس له أي خيار سوى التفاوض والإذعان للشرعية الدولية،وهو حينما اقترح-الحكم الذاتي-استيق ثغرة في القانون الدولي وهي أن تقرير المصير يُطبق غالبا في المناطق التي لا تتمتع بحكم ذاتي فعلي،وكل محاولة التواء على تقرير المصير بفرض مشروع حكم ذاتي غامض بل والإسراع بتطبيقه من طرف وحيد للتحايل على الشرعية الدولية إنما هو أمر مرفوض ويصب في المنهج الذي سار عليه الراحل ومآله الفشل الأكيد،إن مشكلة الصحراء يجب أن تُحل بالمفاوضات المباشرة مع الإخوة الصحراويين على أساس تقرير المصير وعلى أساس احترام متبادل وقد يأخذ تقرير المصير ذاك إذا قُبل من الطرف الآخر شكل الحكم الذاتي،لكن حسب المفهوم الدولي وليس المغربي طبعا،أما إثارة القلاقل وتجنيد الأبواق الرديئة من أمثال مصطفى العلوي صاحب الحوار المعلوم حينما قال أن للجزائر يد في ما حدث في غينيا.. فيجب أيضا أن نعلم أن المغرب مسؤول عن قلاقل تحدث في موريتانيا وهو الحامي لنظام السينغال و..و..و..إن الأمور لا تُحل عبر الأبواق الرديئة لأن هذه الأبواق لا يهمها مستقبل الشعب وأمنه بقدر ما تهمها الحسابات البنكية وما يُضخ فيها من طرف لادجيد والديستي.. واخيرا رحم الله ألذ أعداء الحسن الثاني وهو كارل ماركس الذي قال ذات يوم-إن الشعوب التي تصطهد شعوبا أخرى لا يمكن أن تكون شعوبا حرة-فهل نحن المغاربة أحرار؟؟ بالعْما ياخويا..حْنا كيسميونا هاد الناس..الرعايا..يلا حْلم سيدنا بالمسيرة..نوض آخويا نديرو مسيرة..ويلا كاللك الملك ديال دابا..درنا الحكم الذاتي..خاصك تْكول ليه.. أحلى منَكْ ما فيش..ولا راك خائن آالكافر بالله..الحاصول لله يْصبرنا عْلى هاد الناس..راه زادو فيه ..أووبزاف كاع ع عْ..