يجتمع العلماء والقادة الدينيون المغاربيون نهاية هذا الشهر في الجزائر، لمناقشة تأسيس هيئة دينية موحدة لمحاربة التطرفو الغلو، تحت شعار "الأمن الفكري ودور مؤسسات المغرب العربي في تأسيسها"، تكون مرجعية دينية تعتمد على المذهب المالكي و تعالج الفتاوى المستوردة التي تروج للتكفير و التطرف. و حسب مصادر من وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف الجزائرية، فان الهدف من الحدث هو دراسة أبعاد الأمن الفكري وآثاره والأسباب التي تدفع إلى ظهور الأفكار السلبية التي لها آثار فتاكة بالنسبة للعديد من بلدان المنطقة، التي تعاني من العدوان الفكري والديني الذي تسببه هذه الجماعات التي تستغل تلك الأفكار لنشر العنف والتطرف من جهة، وتحصين المجتمعات المغاربية المسالمة ضد المد التكفيري والتأثيرات الدينية الأجنبية والأعمال الإرهابية. من جهة أخرى ، أوضح المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، الجزائري عدة فلاحي، أن مرور العالم العربي والإسلامي بظروف صعبة بعد ظهور بذور التطرف والإرهاب وظهور إيديولوجية الخوارج التي كانت تريد الإطاحة بالأنظمة السياسية في البلدان العربية على أساس مرجعية مستوردة من خارج المنطقة المغاربية المعروفة بمرجعيتها المسالمة التي تستند إلى فقه الإمام مالك والمرجعية الدينية، يستدعي من علماء الدين المغاربيين التكتل لمواجهة هذه الأفكار الغريبة عن مجتمعات المنطقة، مشيرا إلى محاولات الأطراف الخارجية إقصاء كل المرجعيات الدينية السائدة في الفضاء المغاربي، وتعويضها بمرجعية تكفيرية، تفرخ للإرهاب و الهمجية، ما أثار العديد من المشاكل لبلدان المنطقة بظهور جماعات إرهابية تستمد أفكارها من المنهج التكفيري، و أضاف أن بلدان المغرب العربي بحاجة إلى التنسيق في ما بينها لتساعد على ظهور مرجعية مغاربية دينية، قادرة علىالتصدي للفتاوى المستوردة باعتبار أن المنطقة المغاربية لديها خصائصها الدينية والثقافية والتاريخية، و في السياق ذاته، قالالمتخصص في التاريخ الإسلامي، علي بيرناوي، أن غياب أو تجاهل رجال الدين المغاربيين في العقد الأخير أدى إلى تعالي بعض الأصوات التي استفادت من الصحوة الإسلامية لإصدار فتاوى تحرض على العنف والكراهية، و تحركها أهداف سياسية للإطاحة بالنظام الحاكم، مستغلة الدين لاستمالة الشباب، مضيفا أن القضاء على جذور العنف في المغرب الكبير سيتم من خلال فتح الباب للحوار الجاد والبناء بين الواعظين والأئمة والشباب الذين اعتنقوا الإيديولوجية التكفيرية لكي يتمكنوا من إقناعهم بالحجج والأدلة على بطلان الفتاوى والأفكار التي يستندون إليها.