من المتوقع أن تخصص الصحف اليومية المغربية الصادرة اليوم (الخميس 8 أبريل الجاري)، حيزا لا كبيرا للتعليق على الصدمة الكبيرة التي تلقاها الرأي العام المغربي في الحلقة الأخيرة من برنامج "حوار" الذي بثته القناة المغربية الأولى مساء الثلاثاء 6 أبريل الجاري، والذي كان ضيفه، محمد أوزين، القيادي في حزب الحركة الشعبية وكاتب الدولة في وزارة الشؤون الخارجية. فقد اصطدم الرأي العام والصحافيون بمستوى هزيل ومتواضع جدا للنقاش وللردود التي جاءت على لسان الضيف، وقد دفعت هذه الردود أغلب الزملاء للتساؤل عن خطورة تعيين الضيف في منصب حساس مثل منصب كاتب الدولة في الخارجية، حيث اضطر أحد المشاركين في البرنامج، وهو الباحث منار السليمي، في أكثر من مناسبة، لتوضيح واضحات، كان من المفترض أن تكون أمور متعارف عليها لدى مسؤول حكومي، وهو أمر لم يكن كذلك لدى الضيف، الذي تعرض لإحراج شديد في معرض تلقي الأسئلة ومنها السؤال الافتتاحي للبرنامج، بخصوص أسباب تعيينه في المنصب، والتي ترتبط بكونه صهر القيادية في الحزب حليمة العسالي، والمقربة من امحند العنصر. وعلمت "مرايا بريس" قبل موعد بث البرنامج، أن العديد من قيادات الحركة الشعبية كانوا متفقين على مقاطعة المشاركة عبر الجلوس مع لائحة الحضور، احتجاجا منهم على طريقة تسيير الحزب، وعلى تكليف المحجوبي أحرضان وامحند العنصر، لمحمد أوزين، بالحديث في موضوع الاستعداد لأشغال المؤتمر الوطني للحزب. وغالبا ما كان الضيف يرد في معرض الإجابة على أسئلة خاصة بالحزب، بأنه لا علم بأوضاع الحزب أو بمواقف حزبه من بعض التطورات السياسية، ومنها موضوع اختيار الأغلبية الحكومية لمرشحها في الظفر بمنصب رئاسة مجلس النواب، حيث إن موعد انعقاد البرنامج جاء مباشرة بعد حسم هذه الأغلبية الحكومية في إسم المرشح الوحيد، وهو عبد الواحد الراضي عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكان موضوع الحسم قد تم بين أعضاء وقيادات الأحزاب السياسية المشكلة للأغلبية التي ينتمي إليها الوزير، ولكن بالرغم من ذلك، كان الضيف يتحدث عن الموضوع انطلاقا من أن حزبه، أي الحركة الشعبية، سيجتمع للتداول في إسم مرشح الحزب، وبعدها سيتخذ قرار التصويت لصالح هذا المرشح أو مرشح آخر، وهذه أمور كانت خارج حسابات أحزب الأغلبية التي كانت قد اتفقت نهائيا على ترشيح عبد الواحد الراضي، أما الضيف، فقد كان آخر من يعلم، رغم أنه كان يتحدث في حضور القياديين المحجوبي أحرضان وامحند العنصر وحليمة العسالي، التي يعود لها الفضل في تعيينه في هذا المنصب، حسب مصادر عليمة لدى "مرايا بريس"، وحسب الوقائع المتداولة منذ أشهر لدى أغلب الزملاء. ومن الأسئلة التي طرحت عقب مرور البرنامج، أن بعض نخب العهد المغربي الجديد، وإن كانت ترتضى لنفسها هذا السلوك السياسي، فإن هذه العقليات والممارسات لا يمكنها إلا أن تغذي موقف المقاطعة السياسية، ليس فقط لدى حزب الحركة الشعبية الذي قاطعت قياداته المشاركة في البرنامج، ولكن أيضا لدى الرأي العام، بالنظر إلى هذا المستوى الضعيف في الخطاب والأداء.