في سابقة خطيرة تتعرض المقدسات الإسلامية لهجمة صهيونية مسعورة بلغت ذروتها منذ مطلع العام الجاري 2010, حملة مخطط لها مسبقا , تتزامن مع سكوت مريب للأنظمة السياسية الرسمية بل وصلت الوقاحة السياسية والأخلاقية لهده الأنظمة الخانعة الراكعة إلى استقبال مجرمي الحرب في بلدان إسلامية كالمغرب التي استقبلت مؤخرا مجرمي الحرب ليفني وبراك في مؤتمر" التعايش " بمراكش . هده الأحداث تأتي لتؤكد من جديد عبثية مسارات التطبيع والتفاوض مع هدا الكيان الذي لأي فهم إلا لغة المقاومة , هذه اللغة هي الكفيلة بتركيع العدو الصهيوني وإجباره على الخنوع والاستسلام والوقائع شاهدة على ذلك "حرب لبنان وحرب غزة " . ولكن كيف لمن سمحت له نفسه أن ينسق سياسيا وامنيا واقتصاديا مع الكيان الصهيوني الغاصب أن يسمح للرجال بالمقاومة وحمل السلاح؟ وهنا لا يقتصر حديثي فقط على حكام فلسطين"جماعة رام الله " وإنما الكثير من حكام المسلمين الذين نهجوا ولا يزالون سياسة النعامة في تعاملهم مع قضية المسلمين الأولى, قضية فلسطين , بل كان الأولى لهؤلاء الذين لا يجتمعون إلا على مايفرق الشعوب ويزيد فرقتها وغربتها أن يجتمعوا على مثل هذه القضية التي تعبر نقطة التقاء ونقطة جمع لجمعوا عليها الجهود , ويصلحوا أخطائهم التاريخية من اجدل بلورة تموقع جديد إلى جانب الشعب في مقالنا هذا سنحاول الحديث عن أبعاد القضية الفلسطينية بالنسبة للمسلمين , والتي نحددها في ثلاث أبعاد أساسية : - البعد الديني . - البعد التاريخي . - البعد الواقعي . 1. البعد الديني : إن الحكمة الإلهية اقتضت إن تكون ارض فلسطين تلك البقعة الطاهرة أرضا مباركة ,فهي مبعث الأنبياء والرسل وملتقى الرسالات ومهبط الملائكة ومنبر انطلاق الدعوات , كل هذا جعل هذه الأرض المباركة تكتسي صفة الطهارة والقدسية ولعل الآيات والأحاديث شاهدة على ذلك : الشواهد من القرآن الكريم: * قال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1 * قال تعالى:{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء71 * قال تعالى:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ }الأنبياء81. * قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18. قال ابن عباسا: القرى الظاهرة هي: بيت المقدس. * قال تعالى :{يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21، الأرض المقدسة: بيت المقدس. * قال تعالى{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة58، القرية هي: بيت المقدس. ب)- الشواهد من الحديث النبوي الشريف: - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي بألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة". [رواه البيهقي]. - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا". [رواه الشيخان]. - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من متى ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قيل يا رسول الله: أين هم؟، قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". وفي رواية: "لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". [رواه الترمذي وأحمد]. - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس. قلنا فبما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام". [أخرجه الترمذي]. - سأل أبو ذر الغفاري الرسول صلى الله عليه وسلمعن أول مسجد وضع في الأرض، فقال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟، قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟، قال: أربعون عاما" (الذي بنى المسجد الأقصى يعقوب عليه السلام، والذي جدده سليمان عليه السلام.). [ذكره مسلم في صحيحه]. 1. البعد التاريخي : تعبر ارض فلسطين قضية صراع بين الصليبيين والمسلمين , فالغرب منذ زمن يسعى وبكل الوسائل والحروب الصليبية شاهدة على ما نقول قلت يسعى للهيمنة والسيطرة على مقدرات الامة , وكذالك سعيه الحثيت تاريخيا لأنهاء ما الدولة الاسلامية التي كانت تقودها الامبراطورية العثمانية . والغرب باقامته للمشروع الصيهوني على ارض فلسطين انما سعى من وراء ذلك الى قطع التواصل الحضاري والتاريخي لها وعزلها عن عمقها الذي منه تستمد استمراريتها . كذلك سعى الغرب من وراء اقامة المشروع الصهيوني لكي يؤدي وظيفة مركزية واساسية تتثمل في مواجهة المشروع الاسلامي . 3- البعد الواقعي : فالكيان الصهيوني على ارض فلسطين يلعب دورا مهما بالنسبة للغرب بأداءه لوظيفة مركزية وهي خدمة المشروع الغربي في المنطفة من خلال : * قيادته للصراع المباشر والمضاد للاسلام من خلال تطبيق الحلم اليهودي باقمة دولة صهيونية على ارض فلسطين . * انه يشكل خطرا يوميا على ابناء فلسطين يتجلى هذا الخطر في ممارساته الاجرامية بحق الفلسطينين سؤاء من خلال حروبه او اعتقلاته او سياسته العنصرية ... * كذلك المشروع الصهيوين يؤدي وظيفة اقتصادية من خلال قيامه بوظيفة" الحراسة الاقتصادية "للمصالح الغربية * المشروع الصيهوني يلعب دورا اساسيا في الابقاء على الحالة التي تعيشها الأمة من التجدزئة السيسية والفرقة والشتات السياسي منه والفكري ... وقوفنا على أبعاد القضية الفلسطينية , ليس من قبيل الإتيان بجديد ولكن من قبيل التذكير بمركزية القضية بالنسبة لنا نحن المسلمين, وانتمائنا للأمة يفرض علينا ان نقوم من أجل قضيتنا الاولى لكي نجعلها حية فينا وبها نحيا , ونعرف كذلك التهديد الذي يشكله المشروع الصهيوني في المنطقة وندرك ابعاد وجوده وآليالت حمايته من طرف الغرب الذي عودنا على الانحياز له والسكوت على جرائمه واخرها اغتيال الشهيد الرمز المبحوح رحمه الله تعالى على ارض عربية وبجوازات اوروبية . [email protected]