شكل اليوم الدراسي الذي نظم أمس الثلاثاء بالحاجب حول آفاق زراعة البطاطس في إطار مخطط "المغرب الأخضر" بالإقليم، فرصة للفاعلين في القطاع لتبادل التجارب والخبرات وبحث سبل تأهيل زراعة البطاطس التي تحتل مساحة تناهز خمسة آلاف هكتار بالإقليم. كما تم خلال هذا اللقاء استعراض مختلف الإكراهات التي يشهدها إنتاج البطاطس التي يحتل المرتبة الأولى ضمن الخضراوات إلى جانب البصل التي تشغل هي الأخرى مساحة خمسة آلاف هكتار وتحتلان معا 80 بالمائة من المساحة الإجمالية المخصصة للخضراوات بالإقليم. وفي هذا الصدد، أكد عامل الإقليم السيد محمد علوش، الذي ترأس هذا اللقاء، على الأهمية التي تكتسيها هذه المبادرة التحسيسية التي تفتح المجال لجميع المتدخلين والشركاء لبحث سبل النهوض بهذا القطاع الحيوي سواء بالنسبة للمستهلك المغربي أو بالنسبة لاقتصاد الإقليم الذي يعتمد بصفة أساسية على النشاط الفلاحي. واعتبر أن المشاركين مدعوون إلى التفكير الرصين في السبل الكفيلة بتثمين التجارب التي راكمها الإقليم في مجال زراعة البطاطس والعمل على تحسين وتطوير مردوديتها وتمكين الفلاحين من امتلاك الأدوات المعرفية والتدبيرية القمينة بضمان الاستعمال الأمثل لوسائل الإنتاج ومحاربة الأمراض وإيجاد حلول واقعية للمعيقات التي تقوض المجهود المحلي المبذول لتنمية النشاط الاقتصادي. وحدد عامل الإقليم، في إطار استعراضه لمعالم المقاربة العقلانية للمعيقات التي يواجهها قطاع زراعة البطاطس بالإقليم، أهم مداخل إصلاح هذا القطاع في مواجهة إشكالية الوسطاء الذين يعتبرون المستفيد الوحيد من هذا النشاط الاقتصادي مما يفرض، في نظره، تكتل فلاحي الإقليم في إطار جمعيات وتعاونيات باعتبارها الإطار المؤسساتي الأنسب لتحقيق مصالحهم المشروعة، مشددا على ضرورة إدماج التكنولوجيا الحديثة في جميع مراحل هذه الزراعة وترشيد استعمال الموارد المائية. وأكد المشاركون على أهمية تكتيف أشكال التواصل بين الفلاحين من خلال استعمال جميع الوسائل المتاحة خاصة السمعية والبصرية والمكتوبة، من أجل طرح انشغالاتهم والإكراهات المرتبطة بزراعة البطاطس بالإقليم والتعريف أكثر بمقاصد مخطط "المغرب الأخضر"، مشددين على الدور التكميلي للغرف الفلاحية في تعزيز الجهود المبذولة. كما دعوا في هذا اليوم، الذي تم خلاله إلقاء مجموعة من العروض المرتبطة بالحالة الراهنة والمستقبلية لقطاع البطاطس بالمغرب والأمراض التي تصيبها وطرق معالجتها وطرق تمويل المشاريع الفلاحية الصغرى، إلى إيلاء العناية اللازمة لإشكالية التسويق التي تعد إحدى المعيقات الهيكلية لقطاع زراعة البطاطس وتحسيس الفلاحين بأهمية التجميع الذي يشكل إحدى ركائز مخطط "المغرب الأخضر" والذي سيساهم في تثمين المنتوج الفلاحي وفي الرفع من دخل الفلاحين الصغار والمتوسطين. وشكل اللقاء، من جهة أخرى، مناسبة للمدير الإقليمي للفلاحة بالحاجب السيد عبد الصادق حمانيتان لإبراز بعض المشاريع المقترحة ضمن المخطط الأخضر الخاص بالإقليم برسم سنة 2010، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المديرية خصصت غلافا ماليا يقدر بثلاثة ملايين و692 ألف درهم لغرس شجر الزيتون بعدد من الجماعات التابعة لتراب الإقليم. وأضاف أن غرس هذه الأشجار يهم جماعات آيت بورزين وزآيت نعمان وأقدار بدائرة الحاجب وتامشاشط وآيت يعزم وآيت ويخلفن بدائرة أكوراي، موضحا أن المشاريع تهم أيضا إحداث تجمع مهني لمربي الأغنام بجماعتي آيت نعمان بدائرة الحاجب وآيت حرز الله بدائرة عين تاوجطات باعتمادات مالية تصل إلى 622 ألف درهم، بالإضافة إلى مشروع استصلاح القناة الرئيسية لحوض السقي ببطيط وعين تاوجطات بغلاف مالي يناهز سبعة ملايين درهم.