قالت السيدة آسية بنصالح العلوي، السفيرة المتجولة لجلالة الملك، اليوم السبت ببرشلونة، إن الفضاء الأورومتوسطي للشعوب يتقدم ببطيء لكنه يؤكد مكانته ، وبالتالي فان الحكومات مطالبة بالانصات ، لأن صوت المجتمع المدني هو ما يتم التعبير عنه بتطور وحرية ". وأضافت السيدة العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركتها في منتدى آنا ليند 2010، الذي ينعقد من رابع إلى سابع مارس الجاري بالعاصمة الكاطالانية ( اسبانيا ) ، أنه من الاهمية بمكان مواكبة هذا المجتمع المدني، الذي يمثل مستقبل الشعوب، من أجل أن يتطور " ويكون قادرا على ضمان صيرورة هذا الشباب ، الذي لديه مستقبل مشترك في البحر الابيض المتوسط ". وأشارت السيدة بنصالح العلوي الى أن هذا اللقاء، الذي يضم حوالي ألف شخص يمثلون المجتمع المدني، "يعكس الانطلاقة الجديدة التي اعتمدتها مؤسسة آنا ليند لكي تتمكن من بلوغ أهداف محدثيها ، والمتمثلة في بناء فضاء أورومتوسطي للمجتمعات والشعوب إلى جانب ذلك المتعلق بالدول والذي تم اطلاقه ببرشلونة منذ 15 سنة مضت". وعبرت عن أملها في ان تتمكن مؤسسة آنا ليند من التغلب على "التناقضات المتأصلة" القائمة في الفضاء الأورومتوسطي والمساهمة في إفشال سياسات الانغلاق، على اعتبار أن أهدافها المعلنة لها دلالة قوية بخصوص تعدد الثقافات. وأبرزت أن أحد الآليات والمشاريع الهامة جدا التي تعمل مؤسسة آنا ليند من خلالها بغية تطوير الحوار بين الثقافات والمجتمعات المدنية ، يتمثل في تقريرها حول الاتجاهات الثقافية والذي اعتمد على استطلاع للرأي أنجز في 13 بلدا أورومتوسطيا شمل عينة من 13 ألف شخص. وأشارت السيدة آسية بنصالح إلى أن نتائج هذا الاستطلاع " ستوفر معلومات جد واضحة، من شأنها أن تشكل قاعدة علمية لإعادة صياغة السياسات وإعادة تنظيم البرامج". وأوضحت أن إعطاء الفرصة للمجتمعات من أجل التعبير ، سيمكنها من اعادة البريق للثقافة وتقديمها على وجها الحقيقي ، وابراز الرسالة الحقيقية للدين ، التي هي في الأساس رسالة سلام. ويعرف منتدى آنا ليند، المنظم بشراكة مع المعهد الأوروبي للبحر الابيض المتوسط، مشاركة ثلة من المتخصصين في الميادين السياسية والثقافية والاقتصادية في فضاء الاتحاد من أجل المتوسط. ويتعلق الامر بأكبر تجمع للفاعلين في المجتمع المدني لبلدان الاتحاد من اجل المتوسط الذي لم يسبق له أن نظم بهذا الشكل ، يهدف إلى تشجيع المبادرات بين الثقافات من خلال منطقة البحر الابيض المتوسط، والنقاش حول مبادرات تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل والسلام. وينكب المشاركون في هذا اللقاء على دراسة طرق تطوير التعاون الاقليمي، ويسعى إلى تقديم أدوات للتأثير من أجل إقرار السياسات المتصلة بالحوار بين الثقافات.