أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن، اليوم الإثنين بالرباط، أن إدماج قيم النزاهة ومحاربة الفساد في المنظومة التربوية يؤسس لعقد جديد بين المدرسة والمجتمع. وشدد السيد اخشيشن، في كلمة خلال افتتاح يوم دراسي نظمته الوزارة بتعاون مع الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة حول موضوع "تعزيز إدماج قيم النزاهة والوقاية من الرشوة في برامج التربية"، على أهمية دور المؤسسات التعليمية في تأصيل قيم النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد في أفق فتح نقاش مع الأجيال الصاعدة لكي تكون المنظومة التعليمية معززة للقيم الإيجابية. واستعرض السيد اخشيشن، في هذا السياق، الخطوط العريضة لمشروع إدماج قيم النزاهة ومحاربة الفساد في المناهج التربوية، الذي تمت بلورته بتنسيق مع الهيئة المركزية للوقابة من الرشوة ، مؤكدا أنه يروم جعل المؤسسات التعليمية قدوة في المجتمع، وفي الصدارة لمكافحة كل أشكال الفساد . كما شدد السيد اخشيشن على انخراط الوزارة في تفعيل هذا المشروع من أجل اجتثاث كل أشكال الفساد وترسيخ القيم الإيجابية لدى الأجيال القادمة ، مشيرا إلى أن قطاع التربية والتكوين ، والذي يستفيد منه حوالي سبعة ملايين شخص ، كفيل ببناء جيل واع بقيم النزاهة والشفافية. من جانبه، أكد رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة السيد عبد السلام أبودرار على أهمية التربية على قيم النزاهة لبناء جيل قادر على محاربة الفساد وتفعيل أكبر لمبادئ الشفافية والمساءلة. وشدد على أهمية التحسيس بقيم المواطنة الصالحة والذي تمليه أولويات الظرف الراهن مما يستدعي تصحيح المسار الإصلاحي المتبع في مجال مكافحة الفساد. ويشكل هذا اللقاء خطوة تمهيدية للاشتغال على مشروع بين الوزارة والهيئة من أجل إدماج مصوغات تربوية أو محتويات بيداغوجية حول مبادئ الأخلاقيات والنزاهة ومحاربة الفساد من أجل إدراجها في المناهج والبرامج الدراسية وبرامج التكوين وفي الأنشطة الموازية . كما يروم وضع إطار شمولي لهذه العملية ذات الأولوية ، وإيجاد أجوبة على الأسئلة المحورية المرتبطة بها والكفيلة بإنجاحها ، فضلا عن الاطلاع على بعض الخبرات والتجارب الدولية والوقوف على أفضل الممارسات لإدماج مبادئ الأخلاقيات والنزاهة في المناهج الدراسية. وعرف هذا اليوم الدراسي تقديم عرض من طرف الخبير الدولي ريشارد بادر في موضوع " تجارب دولية في مجال الوقاية من الرشوة من خلال التربية والتعليم ..أجود الممارسات ، عوائق وصعوبات". وستتوزع أشغال هذا اللقاء على ورشات عمل تقارب مواضيع هامة منها التجارب والممارسات الدولية من خلال تحليل العوائق والصعوبات، وتدارس الوحدة التربوية ومحتواها البيداغوجي والأنشطة شبه المدرسية.