على غرار إخوانهم بمختلف أقاليم المملكة، توجه أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، اليوم الجمعة، إلى صناديق الاقتراع الموضوعة رهن إشارتهم بعدد من الدول، من أجل الإدلاء بأصواتهم حول مشروع الدستور الجديد. وهكذا، توافد على مكاتب التصويت بولاية واشنطن الكبرى، ابتداء من الساعة الثامنة (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم الجمعة، أفراد الجالية المغربية لقول كلمتهم بشأن مشروع الدستور الجديد. وقد تم في إطار تيسير هذه العملية الاستفتائية، وبتشاور مع رؤساء الجمعيات المغربية بولاية واشنطن الكبرى، إحداث أربعة مكاتب بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، وفرجينيا بيتش، ونيوبورت نيوز، وفالز شورش بولاية فرجينيا، والتي ستظل مفتوحة إلى غاية بعد يوم غد الأحد. يشار إلى أن الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة، والتي تتشكل في غالبيتها من الشباب، تتمركز بأعداد تتراوح ما بين 150 ألفا و200 ألف، لاسيما بولايات فرجينيا ونيويورك وفلوريدا. وكانت سفارة المملكة بالولايات المتحدة، قد نظمت لقاءات تحسيسية بهدف تقديم مزيد من التوضيحات المتعلقة بعملية الاستفتاء، التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي ليوم 17 يونيو المنصرم. وبدورهم، شارك المواطنون المغاربة المقيمون بالأرجنتين في الاستفتاء حول مشروع الدستور الجديد. وكان نحو ثلث المسجلين، وهم خمسون في المجموع، منهم من يقطن في أقاليم بعيدة جدا عن العاصمة، قد أدوا واجبهم الوطني ثلاث ساعات بعد بداية الاقتراع عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، وذلك بمكتب التصويت الذي تم افتتاحه بسفارة المغرب ببوينوس أيريس. يذكر أن سفارة المملكة ببوينوس أيريس قامت بحملة تحسيسية لدى مجموع أفراد الجالية المغربية لحثهم على المشاركة بكثافة في الاستفتاء الدستوري. أما في لندن، فقد توجه آلاف المغاربة بكثافة إلى مكتب التصويت، الذي وضع رهن إشارتهم بقنصلية المملكة، من أجل التعبير عن موقفهم حيال مشروع الدستور الجديد. ونفس المشهد لوحظ بالمكاتب الأربعة الأخرى الموزعة على مدن كراولي وإيدنبورغ وتروبريدج ومانشستر، حيث سجلت توافد المغاربة من كل الأعمار، وبشكل كثيف، استجابة للواجب الوطني. وقد وضعت سفارة المغرب بالمملكة المتحدة كافة الإمكانيات الضرورية لضمان السير الجيد لهذه العملية، كما تم تنظيم لقاءات تحسيسية بأهمية المشروع لفائدة رؤساء الجمعيات والوداديات الذين تولوا بدوره القيام بالشيء نفسه لدى أفراد جمعياتهم. يذكر أن العملية الاستفتائية بهذا البلد ستتواصل إلى غاية ثالث يوليوز الجاري. وبنفس الحماس والروح الوطنية، توافد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالبرتغال بكثافة على سفارة المملكة بلشبونة، لأداء واجبهم الوطني والإدلاء بأصواتهم حول مشروع الدستور الجديد. وقد استقبل مكتب التصويت بلشبونة، منذ افتتاحه على الساعة الثامنة صباحا، أفراد الجالية المغربية الذين استجابوا لنداء المشاركة في هذه الاستشارة الشعبية الهامة، ولم تمنعهم التزاماتهم المهنية ولا بعدهم من ممارسة أحد حقوقهم الأساسية كمواطنين. وأكدت سفيرة المغرب بالبرتغال، السيدة كريمة بنيعيش، متحدثة في هذا السياق، أن مشروع الدستور الجديد يشكل منعطفا حاسما في تاريخ المملكة وتقدما كبيرا على درب تكريس الديمقراطية ودولة القانون، مسجلة أن المغرب قام تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإصلاحات عميقة تروم وضع البلاد على طريق الحداثة وجعله يتبوأ مكانة هامة في خانة الدول الديمقراطية الكبرى. ومن جهتهم، تقاطر أفراد الجالية المغربية المقيمين بالسينغال، صباح اليوم، وبشكل مكثف على سفارة المملكة بدكار لأداء واجبهم الوطني والتعبير عن رأيهم حول مشروع الدستور الجديد. وسجل مغاربة السينغال، تجارا وصناعا تقليديين وأطرا وطلبة، حضورهم في هذا الاستفتاء، إذ لم تحل الالتزامات المهنية أو البعد الجغرافي أو مخاض الامتحانات بالنسبة للطلبة، دون توافدهم جميعا، ومنذ الساعات الأولى، على مكتب التصويت. وعلى نفس المنوال، أدى المغاربة المقيمون بإثيوبيا واجبهم الوطني في جو يطبعه الهدوء والالتزام الوطني، حيث توجهوا، منذ الساعات الأولى لافتتاح مكتب التصويت المحدث بهذه المناسبة داخل سفارة المملكة بأديس أبابا، للتعبير بكل حرية عن آرائهم حول مشروع النص الدستوري الجديد. وأكد رئيس مكتب التصويت بأديس أبابا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المواطنين المغاربة المقيمين بإثيوبيا أدوا واجبهم الوطني بحس مواطنة عالي ولم تثنهم عن ذلك "لا الالتزامات المهنية ولا البعد الجغرافي". وقد اتخذت سفارة المغرب بأديس أبابا كل الإجراءات الكفيلة بتمكين الجالية المغربية من المشاركة في الاستفتاء الدستوري، والقيام بواجبها الوطني في أفضل الظروف.