افتتحت اليوم الثلاثاء بمدينة طنجة أشغال المؤتمر العشرين للجمعية العمومية لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط. ويشارك في هذا المؤتمر، الذي تسلمت خلاله وكالة المغرب العربي للأنباء رئاسة رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط برسم 2011-2012، ممثلو 22 وكالة أنباء وهيئة إعلامية لمناقشة مجموعة من النقاط المتعلقة بتعزيز التعاون بين الوكالات الأعضاء في الرابطة. وأكد السيد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أن انعقاد هذا اللقاء من شأنه أن يشكل انطلاقة جديدة من أجل تعزيز روابط التعاون وتبادل الأخبار والصور والتجارب والخبرات في مجال الإعلام والاتصال، معربا عن أن أمله في أن تضطلع الرابطة بدور نشيط في التقريب بين شعوب المنطقة المتوسطية، التي يتطلع الجميع إلى أن تكون فضاء ينعم بالسلم والتعاون البناء، وحوض أمن وأمان. وأشار السيد الناصري إلى ان انعقاد هذا المؤتمر بمدينة طنجة يتزامن مع ورش الإصلاحات الدستورية التي انخرط فيها المغرب والتي تضمنت مجموعة من الإيجابيات ذات الصلة بشكل مباشر بالممارسة الإعلامية الجادة والمسؤولة، التي لا يمكن أن تقوم لها قائمة إلا في ظل حرية الرأي والتعبير، وخاصة منها حرية الصحافة المقرونة بالاحترام الواجب لأخلاقيات المهنة. وأضاف في السياق ذاته أن مشروع الدستور الجديد يضمن حرية الصحافة وينص على أنه لا يمكن تقييدها بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية، كما يكفل حرية الفكر والرأي والتعبير، ويضمن حرية الإبداع والنشر والعرض في مجالات الإبداع الأدبي والفني والبحث العلمي والتقني. كما يتضمن مشروع الدستور الجديد، يقول الوزير ، مقتضيات تلزم السلطات العمومية بتشجيع تنظيم قطاع الصحافة، بكيفية مستقلة، وعلى أسس ديمقراطية، وضمان الاستفادة من وسائل الإعلام العمومية مع احترام التعددية اللغوية والثقافية والسياسية للمجتمع المغربي. وبعد أن أشار إلى التحولات التي عرفها الحقل السياسي والإعلامي المغربي خلال السنوات الأخيرة، أبرز الوزير أن وكالة المغرب العربي للأنباء، منذ انطلاقها سنة 1958، حافظت على دورها المحوري كفاعل رئيسي في المشهد الإعلامي الوطني، وكذا على الصعيد الإقليمي والدولي، والمتمثل أساسا في رصد ومتابعة الأحداث والتطورات، وطنيا وإقليميا، والإسهام في تدفق الأخبار، بفضل شبكة واسعة من المكاتب الجهوية والدولية، وإبرام اتفاقيات للتعاون والتبادل مع الوكالات والمؤسسات الإعلامية في مختلف مناطق المعمور. وأضاف أن الوكالة عملت على تطوير قدراتها، الفنية والتكنولوجية، وأنها تبذل جهودا متواصلة لتأهيل وتطوير مواردها البشرية، باعتبار ذلك خيارا استراتيجيا لا محيد عنه، وجعل التدريب والتكوين المستمر رهانا أساسيا للارتقاء بالمستوى المهني للصحافيين حتى يكونوا في مستوى التحولات التي يعرفها حقل الإعلام والاتصال في العالم. ومن جانبه شدد المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء السيد خليل الهاشمي الإدريسي على أن انعقاد المؤتمر يأتي في سياق ظرفية استثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، يتعين على وكالات الأنباء أن تتابعها عن كثب بكل الموضوعية والشفافية التي تتطلبها أخلاقيات المهنة. وقال إن وكالات الأنباء مدعوة لأن تواكب الدينامية التي تعرفها مجتمعات المنطقة التي تطمح إلى مزيد من المساواة والحرية والديموقراطية عبر مواصلة التشبت بمبادئ وأخلاقيات المهنة. وبعد أن أشار إلى أن رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط تشكل فضاء لتبادل الآراء والتجارب والخبرات، دعا إلى ضرورة مواصلة التعاون في هذا السياق مؤكدا استعداد وكالة المغرب العربي للأبناء للمساهمة بفعالية في تطوير هذه الهيئة المهنية. من جانبه، ذكر الأمين العام للرابطة السيد جورج بينينتايكس بأن وكالة المغرب العربي للانباء كانت أحد الأعضاء المؤسسين والفاعلين في رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط. أما جون بيير غالوا ممثل وكالة الأنباء الفرنسية الرئيسة المنتهية ولايتها للرابطة، فأعرب عن ثقة أعضاء الرابطة في كون وكالة المغرب العربي للأنباء ستواصل خلال رئاستها للرابطة جهود هذه الهيئة في التقريب والتعاون بين المهنيين بهذا الفضاء المتوسطي. وكان المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء السيد خليل الهاشمي الإدريسي قد تسلم في وقت سابق اليوم الثلاثاء رئاسة رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط برسم 2011-2012. وستتواصل أشغال المؤتمر العشرين للجمعية العمومية عبر مناقشة مجموعة من النقاط تتمثل، على الخصوص، في تقرير أنشطة الرابطة منذ المؤتمر السابق، وإحداث موقع إلكتروني جديد للرابطة، ومساهمة الوكالات الأعضاء في النشرة الإخبارية الداخلية.