افتتحت، اليوم الجمعة بالرباط، أشغال ورشة حول حقوق الأشخاص المتعايشين مع فيروس داء فقدان المناعة (السيدا) وذلك تحت شعار "أنا مصاب وهذا قدري .. وأنا راض به فهل تغضب". وتندرج هذه الورشة الترافعية، التي تنظمها (جمعية النهار للأشخاص المتعايشين مع داء فقدان المناعة البشرية)، بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا، والمكتب متعدد البلدان لليونيسكو بالمغرب، في إطار مشروع "محاربة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية" الذي وضعه (تحالف المدن العربية ضد العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والتعصب)، من أجل تعزيز قدرات المتعايشين مع فقدان المناعة البشرية للحد من الوصم. ويهدف هذا اللقاء، المنظم أيضا بدعم من المجلس الجماعي لمدينة الرباط، واللجنة الوطنية المغربية لليونيسكو، إلى تفعيل بنود الالتزامات والتوصيات المنبثقة عن خطة عمل تحالف المدن العربية ضد العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والتعصب. كما يأتي تنظيم هذا اللقاء تماشيا مع التزامات المغرب في مجال حقوق الإنسان، وانخراطه في الاستراتيجيات والآليات الدولية لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية، التي تحث على احترام حقوق الأشخاص المتعايشين مع هذا الفيروس. ويشارك في هذه الورشة عمداء مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة والصويرة المنخرطة في (تحالف المدن العربية ضد العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والتعصب)، الذي يضم في عضويته 19 مدينة عربية، والذي تم إطلاقه في يونيو 2008 بالمغرب. وأكد رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط، السيد فتح الله ولعلو، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الورشة، أن المغرب لا يدخر جهدا من أجل الانخراط في مسيرة مكافحة الإيدز ومكافحة التمييز وكراهية الأجانب والتعصب، مشيرا إلى أن المغرب ما فتئ يعطي الدليل على ذلك من خلال الأنشطة التي يقوم بها في هذا المجال. من جهته، شدد ممثل المكتب متعدد البلدان لليونيسكو بالمغرب، السيد فيليب كيو، على ضرورة انخراط رؤساء المجالس البلدية واللجان الصحية والاجتماعية داخل المدن المنخرطة في التحالف، في جهود التحسيس وبلورة سياسات كفيلة بالحد من التمييز ضد الأشخاص المتعايشين مع فيروس داء السيدا. من جانبها، أكدت الأمينة العامة للجنة الوطنية المغربية لليونيسكو، السيدة ثريا ماجدولين، أن الهدف من هذه الورشة، التي تنعقد في إطار تحالف المدن لعربية ضد العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والتعصب، هو الدفاع عن فئة الأشخاص المتعايشين مع داء السيدا، وذلك من أجل القضاء على التمييز الذي تتعرض له مما يمنعها من الحصول على حقوقها. أما ممثل البرنامج المشترك للأمم المتحدة لمحاربة السيدا بالمغرب، السيد كمال العلمي، فأشار إلى أن هذا اللقاء يعد فرصة لتحسيس عمداء المدن من أجل العمل ضد التمييز والوصم إزاء فئة الأشخاص المصابين بهذا الداء وتقديم الدعم الاجتماعي لهم. من جهته، اعتبر السيد بوشعيب ساجد، في كلمة باسم (جمعية النهار للأشخاص المتعايشين مع داء فقدان المناعة البشرية)، هذا اللقاء دعما وسندا لأعضاء الجمعية التي بدأت تخطو خطوات راسخة لإسماع صوت هؤلاء المصابين والمتعايشين من أجل التخفيف من معاناتهم النفسية والاجتماعية. ووجه أعضاء الجمعية المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية، بالمناسبة، نداء إلى المجالس الحضرية، أعضاء تحالف المدن العربية ضد العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب والتعصب، شددوا من خلاله على أهمية العمل المشترك وتضافر الجهود من أجل ربح رهان توطيد أسس مغرب يتم فيه احترام كرامة الأشخاص المتعايشين وحماية حقوقهم والنهوض بها. وأكدوا على ضرورة تفعيل بنود الالتزامات والتوصيات المنبثقة عن خطة عمل التحالف والتي تهم، أساسا، إدماج أدوات محاربة التمييز اتجاه هذه الفئة، والمساهمة في تعزيز قدراتها وتمكينها من مساعدات اجتماعية وطبية وقانونية، إضافة إلى تشجيع سياسات إدماجهم ومكافحة التمييز ضدهم في مجال السكن. كما دعوا إلى تمكين هذه الفئة من تكافؤ الفرص من خلال الاستفادة من فرص الشغل والمشاريع والأنشطة المدرة للدخل، وكذا تمكينهم من مجانية النقل داخل المدار الحضري على غرار ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص في وضعية صعبة، فضلا عن إحداث مدونة سلوك بالنسبة لمتعهدي الخدمات داخل المدن المعنية في علاقتهم مع الأشخاص المتعايشين مع هذا الداء. ويتضمن برنامج هذه اللقاء تنظيم ورشات، وكذا تقديم شهادات حول واقع المصابين بداء فقدان المناعة (السيدا).