شكلت الجهود المبذولة من قبل المغرب في مجال حماية والحفاظ على المحيط البحري والساحلي المتوسطي محور ندوة نظمت، اليوم الأربعاء بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات تحت شعار "المحيط البحري والساحلي المتوسطي: التغيرات المناخية والأنشطة الإنسانية، الآثار المسرعة؟". وأوضح رئيس قسم التعاون بقطاع الصيد البحري السيد يوسف الواتي، في كلمة افتتاح هذا اللقاء، أن التغيرات المناخية والنمو الاقتصادي والديمغرافي يشكلان التهديد الرئيسي للمحيط البحري بالمغرب وخاصة الساحل المتوسطي المعروف بهشاشته. وأضاف السيد الواتي أنه بالنظر للأهمية المركزية للمحيط البحري في الاقتصاد والتوازن البيئي اتخذ أن المغرب سلسلة من التدابير خاصة في مجال الحد من الممارسات السيئة في مجال الصيد البحري وتلك التي لا تحترم البيئة، مشددا على أنه يتعين أن يدمج البعد البيئي في كافة الاستراتيجيات الوطنية. ومن جهته أبرز مدير مكتب الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بالرباط السيد فيليب كييو أن منطقة شمال إفريقيا تعد من بين المناطق الأكثر تهديدا بالتغيرات المناخية، مشيرا إلى التهديدات الرئيسية وخاصة تلك التي تحدق بحوض البحر الأبيض المتوسط. وأشار السيد كييو، الذي يشغل أيضا منصب ممثل اليونيسكو بالمغرب العربي، في هذا السياق، إلى التمركز القوي للساكنة بالساحل المتوسطي (75 بالمائة على الصعيد الاقليمي) ونسبة النمو الديمغرافي، وتدبير المياه المستعلمة غير المعالجة والانشطة الاقتصادية، وخاصة نقل البترول والمبادلات الدولية. وسيتابع المشاركون خلال هذه الندوة عرضا حول ممارسة المغرب في ميدان حماية البيئة والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف وكذا حول العديد من الهيئات الوطنية التي تم إحداثها في هذا الصدد، وخاصة المجلس الوطني للبيئة والمرصد الوطني للبيئة بالمغرب. ويتضمن برنامج هذه الندوة الدولية المنظمة من قبل منظمة (اليونيسكو) وبتعاون مع وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، تنظيم جلسات تقنية سينشطها خبراء وباحثين من المغرب ولبنان ومصر وتونس والبنك الدولي. ويتمثل الهدف من تنظيم هذا اللقاء في مواكبة الدول الاعضاء في مجال تعزيز سياسات واستراتيجيات ومخططات عمل المتعلقة بآثار التغيرات المناخية والانشطة الانسانية بالمحيط البحري، وذلك بغية الاطلاع على الوضعية على الصعيد المتوسطي والخروج بتوصيات تؤدي إلى اتخاذ مبادرات ترمي إلى مساعدة جميع الاطراف.