انطلقت، اليوم الجمعة بالعاصمة التونسية، أشغال ندوة دولية حول "التحولات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف"، بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين من عدة بلدان عربية وإسلامية من بينها المغرب. ويتناول المشاركون في هذا اللقاء، الذي ينظمه (المنتدى العالمي للوسطية)، الذي يوجد مقره بالأردن بالتعاون مع (منتدى الجاحظ للدراسات) بتونس، عددا من المحاور المرتبطة بمستقبل الفكر الإصلاحي في ظل التحولات التي يشهدها العالم العربي. كما يسلط الباحثون الضوء على جذور هذه التحولات ودلالاتها ودور الشباب في الإصلاح والتغيير ومفهوم الدولة المدنية ومتغيرات الخطاب الإسلامي. ويشارك من المغرب في هذه الندوة، التي تستمر يومين، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، الذي يساهم بعرض في موضوع "الحركات الاسلامية والدولة المدنية .. المفهوم والاشكالات" ومصطفى مشتري، الباحث في القانون الدستوري والناشط في (حركة 20 فبراير)، ببحث في موضوع "الشباب والتغيير في العالم العربي..المغرب نموذجا". وخلال الجلسة الافتتاحية للندوة، اعتبر الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري أن التغيرات السياسية السلمية التي تجري حاليا في العالم العربي، والتي من شأنها أن تشكل خارطة سياسية جديدة، جاءت لتؤكد على "سقوط خطاب العنف والتطرف، الذي سيطر على المنطقة طيلة العقدين السابقين، وفشل فكر التشدد وعدم قبول الآخر، لتحل محل ذلك ثورة الاعتدال والكرامة". وأضاف أن فكر الاعتدال، الذي أصبح يتبناه الشباب العربي في تحركاته للمطالبة بالإصلاح، من شأنه أن يساعد على إبراز مقومات الدين الإسلامي باعتباره "دين الرحمة وقبول الآخر"، مشددا على ضرورة "نبذ العنف والتطرف والابتعاد عن الجماعات التي تمارسه، والعمل على إنتاج خطاب يقوم على الاعتدال والحوار". ومن جهته، تناول صلاح الدين الجورشي نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومدير مركز الجاحظ للدراسات، الطابع السلمي للتحولات التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة بالنسبة لتونس، مبرزا أن هذا الطابع السلمي "ساهم في تهميش القوى الرديكالية الداعية إلى العنف، وأدى إلى انتصار الخطاب السلمي. وقال الجورشي إن هناك "حاجة ملحة في العالم العربي لنهج الوسطية السياسية القائمة على التوافقات، وأنه لا بديل عن الدولة المدنية الديمقراطية المدعومة من قبل الشعب".