أكد السيد جان بيرنار غيري، مدير المؤتمر الدولي للاستثمار الذي ينعقد ما بين 25 و27 ماي الجاري بلابول (غرب فرنسا) أنه بالنظر إلى قربه من أوربا ومناخه المشجع على الأعمال والإصلاحات التي انخرط فيها، يعد المغرب شريكا "نموذجيا" للاستثمارات الأوربية. وقد حل المغرب هذه السنة ضيف شرف على الدورة التاسعة للمؤتمر، الذي يشكل ملتقى سنويا لأصحاب القرار من سائر أنحاء العالم حول مواضيع تتعلق بجاذبية وتنافسية أوربا. وقال السيد غيري، لدى توضيحه لخيار استضافة المغرب إلى جانب الهند في هذه الدورة "لقد أدركنا جميعا وبشكل سريع أن مستقبل أوربا يمر عبر نسج علاقات متينة مع شركاء مثل بلدان المغرب العربي على الخصوص". وأشار إلى أن "المغرب يعد بلدا من البلدان النموذجية التي ارتأينا تقديمها للمستثمرين لكي يتمكنوا من تمرير رسالتهم واهتمامهم باستقطاب الاستثمارات الأوربية والأمريكية". وأبرز مدير المؤتمر الدولي للاستثمار المؤهلات التي تزخر بها المملكة من قبيل "عامل القرب، ليس فقط الجغرافي ولكن أيضا الثقافي"، مع أوربا ومناخه المشجع على الأعمال. كما أبرز السيد غيري "إرادة جلالة الملك محمد السادس لإصلاح البلاد والارتقاء به إلى نموذج يقارب أكثر ما يتم العمل به في أوربا والولايات المتحدة، مع نوع من الشفافية والرأسمالية الديمقراطية". من جهته، قال السيد أحمد الفاسي الفهري، مدير إنعاش الاستثمار بالوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، إن مشاركة المغرب في هذا المؤتمر تعد "مناسبة للتأكيد على أن المغرب نموذج قائم بذاته وبلد حيث مسلسل الديمقراطية يتعزز، في وقت تعرف فيه المنطقة احتقانات".. وفي ما يتعلق بمسألة تنافسية أوربا التي تم اختيارها كموضوع لهذه الدورة، قال السيد الفاسي الفهري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "نعتقد أن هذه التنافسية لن تتم دون انخراط بلدان الضفة الجنوبية من المتوسط". وكشف أن "المغرب يتميز على مستوى بلدان المنطقة بدعامات ماكرواقتصادية جد متينة"، مستحضرا الناتج الداخلي الخام الذي ما فتئ يسجل ارتفاعا سنويا يقارب 5 في المائة في السنوات الأخيرة، ومعدل البطالة الذي شهد انخفاضا (9 في المائة، مقابل 14 في المائة قبل سنوات)، علاوة على نسبة تضخم متحكم فيها بشكل تام. وذكر أيضا "بالدين المتحكم فيه بشكل تام والذي يمثل 47 في المائة فقط من الناتج الداخلي الخام، مما يمكن المغرب من الحصول على تمويلات من الأسواق الدولية بمعدلات جد تنافسية". وشكل المغرب، الذي كان ممثلا بوفد من رجال الأعمال وأرباب المقاولات العمومية الكبرى برئاسة وزير الصناعة والتجارة والتيكنولوجيات الحديثة السيد رضا الشامي، محور أشغال هذا المؤتمر رفيع المستوى الذي يجمع 500 مسير مقاولات ومسؤولين سياسيين يمثلون 30 بلدا. ودعا السيد الشامي إلى "التموقع المشترك" للمقاولات الأوروبية في بلدان جنوب المتوسط، "كتجسيد حقيقي لمبدأ التنمية المشتركة". ويستقطب المؤتمر الدولي للاستثمار، الذي يقام هذه السنة تحت شعار "تحفيز النمو الأوروبي.. رافعة من أجل تعزيز الاستثمارات الدولية،" والذي تنظمه منذ عشر سنوات مجموعة التفكير "مؤسسة أوروبا"، سنويا ضيوفا سياسيين (مفوضين أوروبيين، وموظفين سامين ووزراء) ومقاولات متعددة الجنسيات بهدف تمكين المقاولات الصغرى والمتوسطة من إيجاد بوابة لتطوير نشاطهم بأوروبا.