يخلد المغرب يوم غد الذكرى ال 54 لإحداث التعاون الوطني الذي يعد من بين أهم المؤسسات التي تنكب على تقديم مختلف أنواع المعونة والإسعاف والمساعدات على جميع أشكالها لفائدة الفئات الفقيرة والمحتاجة،والمساهمة في إنعاش المجتمع و الأسرة. ويركز العمل الاجتماعي الذي أسست له مؤسسة التعاون الوطني منذ إحداثها منذ 1957 على تلبية حاجات الساكنة في وضعية هشاشة. حيث أن تحليل حاجيات هذه الفئة مكن من الكشف عن عدد من الاختلالات الاجتماعية التي تتطلب فعلا دائما في القرب. وهكذا أنجز التعاون الوطني برسم سنة 2010 العديد من المشاريع تستجسب لحاجيات الساكنة في وضعية صعبة والتي همت حوالي 284 ألف و 366 شخصا من بينهم 70 من النساء . وقد همت هذه البرامج ،حسب معطيات للتعاون الوطني،مجموعة من المحاور تتعلق بالادماج الاجتماعي والرعاية الاجتماعية والتنشيط الاجتماعي والهندسة الاجتماعية. فعلى صعيد الرعاية الاجتماعية،يقوم التعاون الوطني بالإشراف على ما مجموعه 925 مؤسسة للرعاية الاجتماعية عبر التراب الوطني حيث يستفيد من خدماتها 67.860 مستفيدا برسم موسم 2009-2010. أما مراكز التربية والتكوين،فقد بلغ 1079 برسم سنة 2009-2010،وهي تهتم بالفتاة والمرأة المنحدرتين من الطبقة الفقيرة (106.637 مستفيدة برسم سنة 2009-2010)،حيث يستفدن من تكوين في مهن ذات طابع تقليدي أو عصري إضافة إلى برنامج لمحو الأمية وكذا التحسيس والتربية الصحية بغية ضمان اندماج محلي. من جهة أخرى،يسهر التعاون الوطني حاليا على إعادة تكوين الموارد البشرية ومراجعة البرامج البيداغوجية من أجل تحسين المحتوى وملاءمتها مع المحيط الاجتماعي والاقتصادي المحلي والجهوي وذلك بغية إدماج خريجي هذه المراكز في عالم الشغل،في إطار شراكة مع الحكومة الفرنسية. ولإنقاذ الأطفال المنقطعين عن الدراسة والمنحدرين من عائلات فقيرة وإدماجهم داخل المسارات المناسبة في التكوين المهني،يركز التعاون الوطني على التكوين بالتدرج والذي يعتمد على تكوين تطبيقي بالأساس (80 بالمائة في داخل المقاولة) تتمم بتكوين نظري في مراكز التعاون الوطني كما ينص على ذلك القانون 12.00 المتعلق بتنظيم التدرج المهني. ونظرا للنتائج المرضية لهذا النوع من التكوين فإن أغلب مراكز الاستئناس المهني تم تحويلها إلى مراكز للتدرج المهني حيث لازال عدد المستفيدين في تزايد مستمر من سنة بعد أخرى. من جهة أخرى،هناك 583 من رياض الأطفال تابعة للتعاون الوطني برسم سنة 2009-2010 تحتضن 20.668 مستفيدا في سن التعليم قبل المدرسي ينحدرون من الطبقات الفقيرة. ويستفيد هؤلاء الأطفال من برامج وأنشطة تمكنهم من النجاح في حياتهم الدراسية. أما بخصوص دور المواطن فإن التعاون الوطني يسير برسم موسم 2009-2010 حوالي 55 من هذه الدور بعدد من المستفيدين يبلغ 16.419 موزعين حسب جهات المملكة. وفي ما يتعلق بالخدمات المقدمة للمعاقين،فيتوفر التعاون الوطني برسم موسم 2009-2010 على 27 مركزا للمعاقين يستفيد من خدماتها حوالي 7.709 من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من مختلف أنواع الإعاقة. ولضمان عمل فعال والاستجابة لحاجيات الساكنة المعوزة بشكل أمثل،قام التعاون الوطني في السنوات الاخيرة ببلورة مجموعة من الشراكات إذ أبرم برسم سنة 2010 ما مجموعه 190 اتفاقية للشراكة مكنت من رفع عدد شركاء التعاون الوطني إلى 2785 شريكا من بينهم جماعات محلية ومؤسسات عمومية ومنظمات غير حكومية وطنية أجنبية فضلا عن القطاع الخاص. وبالنسبة لمخطط العمل برسم سنة 2011 الذي يكتسي طابعا انتقاليا في انتظار توصيات الدراسة المتعلقة بمخطط تنمية التعاون الوطني فيرتكز بالخصوص على توفير الظروف الايجابية لتنفيذ هذا المخطط وفتح مجموعة من الأوراش المهيكلة ذات الطابع المؤسساتي والتي تهم بالخصوص اللاتمركز وتعزيز القدرات والمتابعة والتقييم بالإضافة إلى تركيز الجهود على مواكبة برامج تنفيذ مقتضيات القانون 05- 14 المتعلق بشروط فتح مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتدبيرها.