(بقلم ادريس حيداس) -أقامت الجالية المغربية المقيمة بالسينغال، مساء أمس الأربعاء، حفلا تكريميا على شرف السيد أمادو مختار مبو ، المدير العام سابقا لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ، الذي يعتبر من الوجوه البارزة في السينغال وأحد المدافعين الكبار عن العلاقات المغربية-السنغالية. واحتفل السيد مختار مبو، الذي يشغل حاليا منصب رئيس نادي السنغال-المغرب للصداقة والأخوة، بذكرى ميلاده التسعين، بمبادرة من الجالية المغربية في إطار حفل "ليلة الأمم"، الذي ينظم سنويا من قبل عقيلات الدبلوماسيين المعتمدين بدكار. وكان هذا اللقاء مناسبة للاحتفال بالسيد مبو ومسيرته الفكرية سواء على مستوى بلاده أو على المستوى الإقليمي والدولي. ازداد السيد مختار مبو، الذي يعد أحد رجال السياسة الأكثر بروزا بالسينغال، سنة 1921، حيث شغل العديد من المناصب الوزارية في الحكومة الأولى لسانغور، قبل أن يصبح أول افريقي رئيسا لليونسكو. وتقلد منصب وزير التعليم والثقافة (1957-1958)، وشارك في النضال من أجل استقلال السينغال التي ستحصل عليه سنة 1960. وفي حكومة الرئيس-الشاعر ليوبولد سيدار سنغور شغل سنة 1966 منصب وزير التربية الوطنية، وبعد ذلك تقلد منصب وزير الثقافة والشباب سنة 1968. كما انتخب مرتين مديرا عاما لليونسكو من 1974 إلى 1987. ويربط مختار مبو منذ فترة طويلة صداقة كبيرة مع المغرب الذي يعتبره وطنه الثاني. ومنذ ريعان شبابه استقر مختار مبو في المغرب في سنوات الأربعينات قبل أن يتوجه إلى فرنسا لمتابعة دراساته. وخلال تواجده باليونسكو، ساهم مبو، الذي كان يتميز بدفاعه عن اللغة العربية والثقافة الإسلامية، بشكل كبير في تبني مشروع لفائدة المغرب. وقال إنه "بمناسبة انعقاد العديد من الاجتماعات مع الملك الحسن الثاني رحمه الله، طلب مني جلالة المغفور له إطلاق نداء دولي للحفاظ على فاس"، معتبرا أن المبادرة كانت ناجحة مع الدعم القوي لليونسكو التي اشتغلت كثيرا على هذا المشروع. وأبرز أنه يحتفظ بذكريات رائعة في المغرب، مشيرا إلى أنه حظي بشرف عضوية أكاديمية المملكة المغربية منذ إنشائها، إلى جانب سنغور وإدغار فور والعديد من الشخصيات البارزة.