افتتحت مساء اليوم الأربعاء بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط فعاليات الدورة الثانية للقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان بعرض الفيلم التشادي "رجل يصرخ" لمخرجه محمد صالح هارون. و"رجل يصرخ" واحد من مجموعة من الأعمال السينمائية التي ستعرض خلال هذه اللقاءات، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وستجعل من السينما على مدى ثلاثة أيام محركا للنقاش حول واقع حقوق الإنسان، ومن الفيلم جسرا للتواصل بين الفاعلين الحقوقيين والسينمائيين وأصحاب القرار والجامعيين حول حقوق إنسانية تعيشها المنطقة المتوسطية. ويحكي "رجل يصرخ"، وهو سابع فيلم لمحمد صالح هارون، عن الحرب في تشاد على العلاقة بين الأب والابن، بين "آدم" الذي يعمل مشرفا على حوض للسباحة بأحد الفنادق الفخمة في العاصمة نجامينا، وابنه الشاب "عبد الله" الذي يساعده في العمل. ستقلب الحرب حياة الأب وابنه رأسا على عقب منذ المشهد الأول حيث أجواء الصراع المسلح، وانتشار نقاط التفتيش، ثم مجيء إدارة جديدة للفندق تريد خفض العمالة، وتبدأ بصديق آدم الطباخ قبل أن يأتي الدور عليه بنقله من الإشراف على حوض السباحة للتناوب على حراسة مدخل الفندق. وسيزداد جنون آدم عندما يعلم أن ابنه عبد الله سيحل محله في الإشراف على حوض السباحة، فالابن يشعر بالذنب لاستيلائه على مهنة والده، لكنه يبرر ذلك بأن من حقه الحصول على عمل مناسب لأن أمامه مسؤوليات في انتظاره، وآدم لا يقبل بالانسحاب من موقع أفنى فيه زهرة حياته. وتتوالى أحداث الفيلم بانتقال الابن لأداء الخدمة العسكرية دون أن يتحرك الوالد لمساعدته أو حتى لتوديعه، ومجيء زوجة الابن التي سيرحب بها الوالدان وبالجنين الذي في أحشائها، لكن صدمة هذه الأخيرة ستكون قوية حين سيعترف الأب بأنه هو من أبلغ السلطات عن ابنه. وكان المنظمون قد أكدوا قبل رفع الستار على أن لقاءات هذه السنة تأتي في ظرف يعيش فيه المغرب حراكا اجتماعيا وسياسيا يطالب بالخصوص بتوسيع مجالات التعبير والحرية والديمقراطية، محاولة القيام بسفر سينمائي من خلال إنتاجات تعالج إشكاليات حقوق الإنسان في كل الحوض المتوسطي. وأوضحوا أنه ليس هناك من رافد أنجع وأفضل من الفن السابع للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير والتنديد بالانتهاكات الجسيمة لهذه الحقوق، مبرزين أن سعي اللقاءات لأن تشكل فضاءا للحوار الهادئ والسلمي حول قضايا مجتمعية من خلال الشاشة الكبرى. وستعرض خلال أيام اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان، التي ستكرم الراحل أحمد البوعناني وعرض فيلمه "السراب"، أفلام "العبودية الجديدة" و"صداع" و"درس في التاريخ" و"بوذا سيسقط خجلا" و"شهادة" و"حلول محلية لاختلال عالمي" و"صلاة لطرد شيطان الحرب" و"بيندا بيليلي" و"عبد الكريم الخطابي وحرب الريف" و"مفروزة القلب" و"سانتياغو 73" و"دروب الذاكرة".