انطلقت اليوم الاثنين بمراكش أشغال ورشة عمل إقليمية للخبراء حول تعزيز استمرارية منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ينظمها مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية على مدى ثلاثة أيام. وتروم هذه الورشة، المنظمة بتعاون مع أوكسفام نوفييب (هولندا) ومؤسسة فورد ومؤسسة أوبن سوسايتي (مقرها الولاياتالمتحدة)، رصد أدوار المنظمات غير الحكومية في المنطقة على ضوء التحولات التي تشهدها، والوقوف على التحديات والفرص الجديدة التي تستوجب إعادة طرح الأسئلة المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان في شموليتها، وأولويات العمل بما يقوي استمرارية هذه التنظيمات ونجاعة أدائها. كما يهدف هذا اللقاء، الذي يتميز بمشاركة خبراء ومسؤولين في منظمات حقوق الإنسان من المغرب وتونس ومصر والأردن وفلسطين ولبنان وهولنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى الوقوف على المستلزمات المؤسساتية والمالية وضرورة التخطيط الاستراتيجي والتقييم والمساءلة كمقومات لضمان حكامة جيدة لهذه التنظيمات المدنية. وأوضح رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، السيد الحبيب بلكوش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، أن هذه الورشة تهدف إلى الوقوف على دور المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان في ظل التحولات الجارية في المنطقة العربية، وتحديد متطلبات إعادة ترتيب استراتيجيتها على ضوء هذه التحولات في ارتباط بالجانب المتعلق بتعزيز القدرات وضمان استمرارية هذه المنظمات. وأضاف أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للنظر في كيفية تطوير أداء المنظمات الحقوقية بالمنطقة من خلال بلورة تخطيط استراتيجي وتدبير يتسم بالشفافية في العمل داخلها، وتحقيق نوع من التفاعل مع واقع مجتمعاتها. وأشار السيد بلكوش إلى أن هذه الورشة تندرج في إطار العمل المتواصل الذي يقوم به مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، منذ سنوات، لتعزيز قدرات مكونات المجتمع المدني ومن ضمنها منظمات حقوق الانسان، لتكون مسلحة بالأدوات المعرفية والتقنيات التدبيرية المناسبة للتفاعل مع الأوراش المفتوحة في المغرب، بالإضافة إلى السعي إلى الانفتاح على مستوى المنطقة العربية لما لخطاب حقوق الإنسان والديمقراطية من مكانة في مختلف التحولات التي تعيشها المنطقة، مبرزا أن هناك حضورا قويا للتجربة المغربية في هذا المجال، والتي استرعت باهتمام عدد من الملاحظين للاطلاع عليها.