إعداد مكتب أبوظبي- فاز الباحث والناقد المغربي محمد مفتاح بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الخامسة،التي تعد أرفع جائزة تعنى بالأدب والفكر في الوطن العربي. ونال الباحث المغربي هذه الجائزة (فرع الآداب) عن كتابه "مفاهيم موسعة لنظرية شعرية اللغة والموسيقى والحركة"،خلال حفل أقامته الأمانة العامة للجائزة،مساء اليوم الأربعاء بقصر الإمارات بالعاصمة أبوظبي،بحضور على الخصوص الشيخ منصور بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزارء،وزير شؤون الرئاسة،ووزير الثقافة السيد بن سالم حميش،ونخبة من المثقفين والأكاديميين والكتاب والإعلاميين العرب. وقال مفتاح الحاصل على الدكتوراه في الأدب عام 1981،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،عقب تسلمه الجائزة،إن "تتويجه بأبوظبي نقطة مضيئة في مساره الأدبي ستظل موشومة في ذاكرته،وستحفزه أكثر على الاشتغال على قضايا فكرية وأدبية راهنة". وأضاف محمد مفتاح أن فوزه بهذه الجائزة الرفيعة،" ليس امتنانا وتقديرا لرصيده الفكري فحسب،وإنما أيضا محطة تقدير للكتاب والأدب المغربيين الذين سارا يعززان حضورهما الرمزي في كبريات المحافل والملتقيات الدولية". ورأى مفتاح،أن هذا التتويج " سيعطيه نفسا إضافيا لمواصلة مشوار الكتابة التي يعشقها ويفتتن بدواخلها"،معتبرا "التنويه والإشادة بالإبداع كيفما كانت ماهيته لا يمكنهما أن يؤديا في النهاية،إلا إلى أفضل النتائج". وأبرز الناقد المغربي،أن فوز مؤلفه الأخير " مفاهيم موسعة لنظرية شعرية..." بهذا التقدير المعنوي،"مؤشر حقيقي على أن الكتاب المغربي بخير،لكن شريطة مواصلة النضال في حقل المعرفة الأدبية والفكرية إلى آخر رمق". من جهته قال السيد بنسالم حميش في تصريح مماثل،إن تتويج مفتاح "حدث يعنينا جميعا كمغاربة وكمثقفين،لأن محمد مفتاح أمضى وقتا طويلا في مجالات البحث والتدريس وكون أفواجا كثيرة من الباحثين،ونيله جائزة الشيخ زايد للكتاب في حقيقة الأمر،التفاتة طيبة،يستحقها عن جدارة واستحقاق". و يعد كتاب الباحث محمد مفتاح "دراسة موسوعية جمع فيها المؤلف الحاصل على الدكتوراه في الأدب بين الوصف والتحليل والإستنباط بمنهج علمي دقيق استند فيه إلى مقومات العلوم الصحيحة والعلوم اللسانية وعلم النفس وعلم الموسيقى للاستدلال على الترابط القائم بين اللغة والموسيقى والشعر". كما يمثل الكتاب تأسيسا لنظرية جديدة في الشعر ،تتوخى الإحاطة بمختلف أبعاده الفكرية والسياسية والإنسانية. ولمفتاح المحاضر والأستاذ الجامعي والمزداد سنة 1942 بالدار البيضاء،عدة مؤلفات منها"جمع وتحقيق لصنع ديوان للسان الدين بن الخطيب السلماني الأندلسي" (1989) و"الخطاب الصوفي مقاربة وظيفية "(1997) و" في سيمياء الشعر القديم" (1982) ،و"التلقي والتأويل مقاربة نسقية" (1994) إضافة إلى كتاب " مفاهيم موسعة لنظرية شعرية"(2010) الفائز بالجائزة. وتوزعت باقي أصناف الجائزة إلى جانب فرع الأداب،على فرع جائزة شخصية العام الثقافية " 2010 - 2011 " وفاز بها المستشرق الصيني تشونج جي كون تقديرا لما قدمه خلال نصف قرن في مجال تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول الشرق الأقصى. وآلت جائزة فرع "التنمية وبناء الدولة" لعبد الرؤوف سنو من لبنان عن كتابه "حرب لبنان 1975-1990 تفكك الدولة وتصدع المجتمع"،إذ وثق المؤلف الحاصل على الدكتوراه في فلسفة التاريخ،هذه المرحلة التاريخية بدقة وعرض تشخيصا علميا دقيقا كشف الأسباب العميقة لتفكك بنى الدولة بفعل آثار التمزق الإجتماعي وما تبعه من انحلال التركيبة الإقتصادية والثقافية. وفاز محمد زياد يحيى كبة من سورية بجائزة فرع "الترجمة" عن كتابه الثروة واقتصاد المعرفة المترجم من اللغة الانجليزية،في حين نالت عفاف طبالة من مصر جائزة أدب الطفل عن كتابها"البيت والنخلة والقصة". ويحصل كل فائز بجوائز هذه الفروع على 750 ألف درهم إماراتي وميدالية ذهبية تحمل شعار "جائزة الشيخ زايد للكتاب" وشهادة تقديرية. وكانت الأمانة العام للجائزة،قد حجبت خلال دورة هذه السنة،جوائز الفروع الأربعة وهي "المؤلف الشاب" و"النشر والتوزيع" و"الفنون" و"أفضل تقنية في المجال الثقافي" لعدم استيفاء المشاركات شروط ومعايير الجائزة. يذكر أن تسع لجان تحكيمية تضم متخصصين في مجالات فروع الجائزة شاركت في تقييم الأعمال المرشحة لهذا العام. وتعد جائزة زايد للكتاب،"جائزة مستقلة ومحايدة تمنح كل عام للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب وفق معايير علمية وموضوعية تقديرا لهم عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية التي تثري الحياة الثقافية والأدبية والإجتماعية في الوطن العربي". كما تحتفي الجائزة بالمبدعين والمفكرين في مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية وتكرم الشخصيات الأكثر عطاء وإبداعا وتأثيرا في حركة الثقافة العربية.