استعرض السيد أحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أمام نحو أربعين من مصنعي تجهيزات السيارات الفرنسيين، فرص الاستثمار في هذا المجال بالمغرب. فخلال لقاء نظم أمس الأربعاء من قبل الوكالة المغربية لتنمية الاستثمار وفيدرالية صناعات تجهيزات السيارات الفرنسية تحت عنوان (قطاع السيارات:أفق صناعي جديد)، أكد السيد الشامي أن قطاع السيارات بالمغرب يكتسي طابعا استراتيجيا في السياسة الصناعية للبلاد. وقال إن هذا القطاع الذي يعتبر أحد أعمدة الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، سجل إنجازات مهمة، مذكرا بأنه في 2009، بلغ إنتاجه الإجمالي أكثرمن 11 مليار درهم، وقال بتشغيل نحو 55 ألف شخص. وذكر الوزير بأن المملكة عرفت كيف تستقطب مصنع السيارات الفرنسي (رونو) الذي يمثل مليارا واحدا من الاورو كاستثمارات مع إنتاج 400 ألف سيارة في السنة وإحداث 36 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر. وأوضح أنه إلى جانب نوع (لوزانج) هناك شبكة واسعة من مصنعي تجهيزات السيارات استقرت بالمغرب، مشيرا إلى أن أكثر من مائة من شركات تجهيزات السيارات الشهيرة (ليوني،دلفي، ليير، يازاكي، ...) متواجدة حاليا بالمغرب بينما أعلن آخرون عن قرب قدومهم بعد مشروع (رونو) (سنوب، دنسو، فيستيو، تاكاتا..). وفضلا عن النسيج الصناعي المعزز، فإن المغرب الذي يشكل أرضية للانتاج والتصدير، يتموقع كرائد جهوي من خلال تصديره سيارات مركبة محليا خاصة نحو مصر وتونس وأوروبا. وأوضح السيد الشامي أنه من أجل الاستمرار في استقطاب مصنعي تجهيزات السيارات بالمغرب في قطاعات أنشطة مثل صناعة أسلاك السيارات والنسيج والبلاستيك وهياكل السيارات، فإن العرض المغربي يتمركز حول ثلاثة محاور. (يتبع) ويتعلق الأمر بإطار تنافسي محفز عبر إقامة نظام "منطقة حرة" وتقديم المساعدة للاستقرار تصل إلى 10 بالمائة من المبلغ الاجمالي للاستثمار، بالإضافة إلى آليات تتعلق بتنمية الموارد البشرية، ودعم المصنعين في الجهود التي يبذلونها في مجال التكوين، سواء في التوظيف أو في ميدان التكوين المستمر، وأخيرا تقديم عرض عقاري متنوع يتوافق مع أفضل المعايير الدولية في إطار الأرضيات الصناعية المندمجة (بي21) التي تستفيد من نظام المنطقة الحرة. كما تم إقامة أرضيتين صناعيتين مندمجتين مخصصتين لتصنيع تجهيزات السيارات المعدة للتصدير ويتعلق الأمر ب`"طنجة أوطوموتيف سيتي" و"أطلنتيك فري زون" واللتين ستوفران حوالي 15 ألف منصب شغل لكل منهما في أفق 2015. وأخيرا ومن أجل استكمال هذه الاجراءات ومواكبة التنمية بهذا القطاع، فقد وضعت الأبناك عرضا للتمويل يتلاءم كليا مع حاجيات المقاولات المستهدفة. ومن جهته أوضح السيد كلود شام رئيس فدرالية صناعات تجهيزات السيارات الفرنسية أن هذه الندوة ستمكن المشاركين من تحديد فرص للتنمية مفيدة للجانبين. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذا اللقاء، "نعتبر أن المغرب يحتل مكانة استراتيجية على الصعيد المتوسطي ونسعى الى تطويرها". وعبر عن إعجابه الشديد بالمخطط الذي يعتمده مغرب لبث دينامية في قطاع الصناعة وأنه "يتابع باهتمام كبير" هذا الورش. وبخصوص استعداد المهنيين الفرنسيين للاستثمار بالمغرب، أبرز أن 45 من صناع تجهيزات السيارات الذين قدموا للمشاركة في هذه الندوة أظهروا اهتماما خاصا بالمغرب وأن العشرات منهم لتمسوا عقد لقاءات مع الوزير. وأضاف أن "في مجال نشاط أسلاك السيارات لوحده فإن المغرب يوجد في موقع متقدم"، مشيرا إلى استقرار العديد من الفاعلين الفرنسيين في القطاع بالمغرب مثل "فورسيا" و"فاليو". ويهدف هذا اللقاء الذي نظم في إطار التعاون القائم بين الوكالة المغربية لتنمية الاستثمار وفدرالية صناعات تجهيزات السيارات الفرنسية إلى تعزيز رؤية العرض المغربي في قطاع السيارات لدى هذه الفدرالية التي تضم حوالي 120 مقاولة تمثل أزيد من 80 بالمائة من رقم الأعمال الإجمالي لمصنعي تجهيزات السيارات الفرنسيين.