يبحث خبراء مغاربة وبريطانيون سبل تيسير إدماج الشباب في سوق الشغل ، وذلك في ندوة حول موضوع "تحسين قابلية التشغيل من خلال توجيه مهني جيد"، افتتحت اليوم الاثنين بالرباط. وتتوخى هذه الندوة، التي تنظمها على مدى يومين المديرية المكلفة بالإعلام والتوجيه بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، تحسيس مهنيي التوجيه التربوي بدورهم الأساسي المتمثل في مواكبة الشباب في مشاريعهم الدراسية من أجل تيسير ولوجهم لسوق الشغل. وتندرج هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ومركز التوجيه والتخطيط التربوي، في إطار مشروع "المهارات اللازمة للتوظيف" الذي أطلقه المجلس الثقافي البريطاني بهدف تحسين تشغيل الشباب ، وكذا في إطار مشروع وضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه المندرج في سياق البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين. وأوضح الكاتب العام لقطاع التعليم المدرسي بالوزارة السيد يوسف بلقاسمي أن تيسير اندماج الشباب في سوق الشغل يتطلب تظافر جهود كافة المتدخلين من جميع القطاعات الحكومية والخاصة بغية إرساء ثقافة جديدة قوامها ضمان الانفتاح الفعلي للمؤسسات التعليمية على محيطها المهني بما يضمن مساعدة الشباب على بناء استراتيجيات تمكنهم من التعرف على ما يتيحه محيطهم من إمكانيات متعددة للإندماج في سوق الشغل. وأبرز السيد القاسمي عزم الوزارة على الاستمرار في تحمل مسؤوليتها تجاه الشباب بما يلزم من إرادة وجدية، حتى يتمكنوا من تحسين فرص نجاح مشاريعهم الدراسية والتكوينية وتيسير اندماجهم المهني، ومن ثم بناء اختياراتهم عن وعي وإدراك. ومن جانبه، أشار المدير المكلف بالإعلام والتوجيه بالوزارة السيد عبد المومن طالب في عرض له حول مشروع "وضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه" أن المديرية قامت بإعداد مشروع قانون إحداث الوكالة الوطنية للإعلام والتوجيه وإعداد دفتر التحملات الخاص بالبوابة الوطنية للإعلام والتوجيه. وأضاف أنه تم إحداث 50 مركزا جهويا وإقليميا للإعلام والتوجيه والمساعدة على التوجيه وتم الشروع في تعميمها عبر ربوع المملكة، بالإضافة إلى إحداث 588 فضاء للإعلام والمساعدة على التوجيه بالمؤسسات الثانوية خلال السنة الماضية. وعلى مستوى الموارد البشرية، يضيف السيد طالب، تم رصد حاجيات التكوين المستمر بالنسبة لأطر التوجيه التربوي وإعطاء الإنطلاقة لإعداد المصوغات التكوينية المناسبة، وتم أيضا تنظيم دورات تكوينية جهوية لفائدة 852 إطار في مجال التوجيه التربوي، فضلا عن إبرام اتفاقيات شراكة مع بعض الجامعات الكندية، والبحث عن شراكات مع مؤسسات دولية أخرى. أما على المستوى التنظيمي فقد تم إصدار سلسة من الدلائل التنظيمية لعمل البنيات الإدارية والخدماتية والتأطيرية، وإنجاز دراسة تشخيصية لواقع التوجيه التربوي بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي. وأعتبر مدير المجلس الثقافي البريطاني السيد مارتن روز، بدوره، أن الارتقاء إلى مستوى المهارات العالمية هو المفتاح لتحقيق النجاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية في ظل الاقتصاد العالمي الجديد. وأكد ان المجلس يطمح من خلال الشراكة الناجحة التي يقيمها مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي إلى دعم مشروع وضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه بالمغرب . وتتواصل هذه الندوة بتنظيم جلسات عمل ينشطها خبراء مغاربة وبريطانيون في مجال التوجيه التربوي، تتمحور حول التقنيات والمقاربات الكفيلة بتوجيه الشباب بشكل فعال والكفاءات المهنية المطلوب توفرها في أطر التوجيه التربوي للاستجابة لمستجدات منظومة التوجيه.