أكد سفير المغرب بإيطاليا السيد حسن أبو أيوب، أمس الخميس، أهمية إقامة شراكة مثمرة مع جهة توسكانيا (وسط إيطاليا). وقال السيد أبو أيوب ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش لقاءات أجراها بفلورانسا مع مسؤولين ومنتخبين بالجهة، "من المهم بالنسبة لنا، كمغاربة، إقامة مثل هذه الشراكة مع جهة توسكانيا التي تشكل ، برمزيتها وتاريخها ، نقطة مرجعية كبرى". وفي هذا الصدد، أبرز السيد أبو أيوب الذي كان مرفوقا خلال هذه اللقاءات بالسيدين حميد شباط عمدة فاس ومحمد الحداد النائب ورئيس مقاطعة المرينيين، الطابع العميق للروابط القائمة بين عاصمة توسكانيا (فلورانسا) والعاصمة الروحية للمملكة، مذكرا بأن المدينتين يربطهما منذ سنة 1963 عقد توأمة، تقرر إبرامه خلال الزيارة التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس إلى إيطاليا عشية استقلال المملكة. وسجل أن العلاقات بين هاتين المدينتين تعود في حقيقة الأمر إلى ما قبل عصر النهضة، خاصة على المستويين الجامعي والدبلوماسي، مركزا على أهمية الاستفادة من المؤهل الثقافي الهام الذي تزخر به فلورانسا. وتوقف السفير ، في هذا الإطار ، عند مشروعين يهمان الثقافة وتدريس اللغة الأم وكذا الحضور الثقافي المؤسساتي المتنامي، خاصة عبر إنشاء مركز ثقافي لم يتم بعد تحديد مكانه. وعلى الصعيد الاقتصادي، اعتبر السيد أبو أيوب أن جهة توسكانيا بإمكانها أيضا أن تشكل نموذجا بالنسبة للمغرب، خاصة في ما يتعلق بشبكتها الهامة من المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة تقريبا في أنشطة مختلفة من قبيل الصناعة والخدمات والصناعة التقليدية والصناعة الغذائية. وأوضح أن "هدفنا يتمثل في فتح نافذة للمغرب على توسكانيا وإبراز الفرص المتوفرة، والعكس صحيح، وتحفيز رؤساء المقاولات المغربية للمجيء إلى توسكانيا بهدف الاطلاع على الفرص الهامة التي يتعين استثمارها وتفعيلها على الصعيد الاقتصادي". وبخصوص القضية الوطنية، أبرز السفير أن هذه الزيارة تشكل ، أيضا ، مناسبة لإقامة حوار غني حول تاريخ النزاع حول الصحراء المغربية وبعده وحمولته، وكذا حول مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلا متعارفا عليه ومقبولا عالميا. ومن جهته، أشاد السيد شباط بنجاح هذه الزيارة والآفاق التي تفتحها أمام تعزيز العلاقات بين فلورنسا وفاس، مذكرا بأنهما مرتبطتان باتفاق يعود إلى سنة 1963. كما نوه ، على الخصوص ، بإرادة المسؤولين والمنتخبين المحليين بتوسكانيا للنهوض بالتعاون; لا سميا في المجالين الثقافي والاقتصادي. وأكد عمدة فاس ، من جهة أخرى ، على الفرصة التي تتيحها هذه الزيارة لتحسيس الجانب الإيطالي حول قضية الصحراء المغربية. وقال إن هذه الزيارة شكلت مناسبة لتقديم دعوات لرئيس المجلس الجهوي لتوسكانيا وعمدة مدينة فلورنسا للقيام بزيارة عمل إلى فاس مرفوقين بمنتخبين ومستثمرين. وتروم هذه الزيارة - يضيف السيد شباط - تمكين المسؤولين الإيطاليين من الاطلاع على التنمية الشاملة التي يعرفها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وعلى فرص الاستثمار الكبيرة المتاحة في جهة فاس-بولمان وفي مجموع المملكة. ومن جانبه، أكد السيد حداد الطابع المثمر لهذه الزيارة التي تندرج في إطار الدبلوماسية الموازية الرامية إلى التعريف أكثر بالمغرب ومشروعية قضيته الوطنية. وشدد ، في هذا الصدد ، على ضرورة القيام بحملة تحسيسية لإطلاع الآخرين على المشاريع الكبرى للمملكة وجهودها في صيانة وحدتها وسيادتها. وبدوره، ركز رئيس المجلس الجهوي لتوسكانيا السيد ألبيرتو موناشي على التنمية التي يشهدها المغرب، معربا عن اقتناعه بأن هذا اللقاء مع المسؤولين المغاربة سيفتح الطريق أمام تعاون مثمر وحوار خصب من شأنه تعزيز المعارف المتبادلة بين البلدين. كما عبر عن استعداده للعمل من أجل إدماج أكبر للجالية المغربية بتوسكانيا. ومن المقرر أن يجري الوفد المغربي ، اليوم الجمعة ، بمنطقة براتو (حوالي 20 كلم شمال فلورنسا)، وبستويا (نحو 40 كلم شمال-غرب المدينة)، لقاءات مع مسؤولين ومنتخبين محليين قبل عقد لقاء مع أفراد الجالية المغربية المقيمة هناك. ويتشكل الوفد المغربي الذي انضم إليه قنصل المغرب بمدينة بولونيا السيد حدو السعدي، أيضا ، من متعاونين مقربين من السفير.