شهد قصر اليونسكو ببيروت، أمس الإثنين، حفلا فنيا بمناسبة انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان المسرح العربي وذلك بحضور 16 فرقة فنية وأزيد من مائتي ضيف من مختلف البلاد العربية من بينها المغرب. وألقى رسالة اليوم العربي للمسرح الفنان يوسف العاني وهو ممثل وكاتب مسرحي وسينمائي ومخرج، ورئيس المركز العراقي للمسرح، ورئيس فرقة المسرح الفني الحديث التي تأسست عام 1952، ومؤسس مديرية السينما والمسرح عام 1959 وأول مدير عام لها، ومنح في فبراير 2007 ببغداد لقب "فنان الشعب". وقال العاني "علينا أن نعيد النظر في تجاربنا نحو الإيجاب والسلب، وأن نؤكد على أهمية تعاون وتبادل الخبرة في البلد العربي الواحد، أولا بين المسرحيين المبدعين أنفسهم، لا أن تقف كل مجموعة ضد أخرى من أجل إلغاء عطاء الآخر وحتى المبدع فيه. بل أن يكون في منافسة شريفة نحو الأفضل". ودعا إلى "الاستفادة من الرعيل الأول بما أغنوا وبما أبدعوا، وأن نتبنى الشباب بصدق حماستهم المثقفة، بما يقدمون من محاولات إبداعية مطورة لما كان، وألا نقف موقف المتعالي على الكفاءات الجديدة، فهي مفتاح السر الآتي". وأضاف يوسف العاني أنه "لا بد أن نكون أمناء في اختيار ما نعرض في كل مهرجان عربي أو دولي، أن تكون هناك تجربة جديدة مضافة إلى تجارب أخرى لنتوحد فيها ونسير معها على درب المسرح الذي نريد". وتم بالمناسبة تكريم الرائدين اللبنانيين لطيفة وأنطون ملتقى اللذين جمع بينهما الزواج والمسرح، وتقديم شريط وثائقي عن تجربتهما في الحياة وعطائهما للمسرح اللبناني على مدى عقود من الزمن. كما تم عرض مسرحية (حقائب) لفرقة المسرح الوطني التونسي وهي من إخراج جعفر القاسمي وتأليف يوسف البحري الذي يعتبر الممثل جزءا من اهتماماته فيشتغل نصه على الممثل ويحوله إلى فضاء للكتابة انطلاقا منه وصولا إلى الشخصية. وتحكي المسرحية "رحلة مع الممثل وفي الممثل باعتباره حقيبة تجر وتحمل وتدفع"، وتشدد على أنه "آن الأوان لتفتح حقيبة الممثل باعتباره حقيبة.إحساسه حقيبة .أحلامه حقيبة... موسيقاه حقيبة. فضاءه حقيبة. والخشبة مفتاح كل هذه الحقائب". وكانت المسرحية فازت بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة 22 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وتقاسمت بطلاته سماح دشرواي وسماح توكابري ونبيلة قودير جائزة أفضل ممثلة. يشار إلى أن المغرب يشارك في المهرجان بمسرحية (حمار الليل) لفرقة "الفوانيس" من مدينة تازة، والمسرحية من تأليف عبد الكريم برشيد.