حل الوفد المغربي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المشارك في الدورة الثلاثين "للأيام الثقافية والاسلامية التيجانية" بدكار، أمس الاثنين بتيفاوان، العاصمة الروحية للطريقة التيجانية، حيث حظي باستقبال من قبل المتحدث باسم أسرة التيجاني سي ومريدي الطريقة. وخلال هذا اللقاء، الذي جرى بحضور أئمة ومدرسين بالمعهد الاسلامي بتيفاوان، نوه مريدو الطريقة التيجانية من أسرة سي بالمشاركة المغربية في هذه التظاهرة الدينية الكبيرة المقامة بدكار، معربين عن امتنانهم للعناية السامية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأفراد الطريقة التيجانية ولجهود جلالته من أجل تعزيز الروابط العريقة التي تجمع بين السنغال والمغرب والتي يكتسي جانبها الديني أهمية خاصة. وأبرز السيد عبد اللطيف بكدوري أشقري، مسؤول بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عمق العلاقات التاريخية بين البلدين المطبوعة بالصداقة والأخوة المبنية على القيم الراسخة للعقيدة الاسلامية السمحة والمستمدة من المذهب المالكي ومؤسسة إمارة المؤمنين والحكمة الصوفية السنية التي تتبدى بجلاء في منهاج الطريقة التيجانية التي تأسست في المغرب على يد سيدي أحمد التيجاني (1230-1150 هجرية) . وتطرق الجانبان، خلال هذا اللقاء، لدور المعهد الاسلامي بتيفاوان الذي يساهم في إشاعة قيم الدين الإسلامي التي تقوم الطريقة التيجانية بنشرها والمساهمة في تكوين نخبة من الشباب ستناط بهم مهمة تعزيز اشعاع الطريقة في السنغال، وكذا بمختلف بلدان منطقة غرب افريقيا. وضم الوفد المغربي المشارك في هذه التظاهرة السيدين مولاي هشام سعيدي ، إمام وعضو المجلس العلمي بمراكش، وسيدي محمد إيراوي مدرس لكتاب الله عز وجل. يشار إلى أن فعاليات الدورة الثلاثين ل"الأيام الثقافية الاسلامية التيجانية" التي تنظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الشرفية للرئيس السينغالي السيد عبد الله واد، افتتحت السبت الماضي بدكار وستتواصل إلى غاية يوم الخميس المقبل. وككل سنة توافد آلاف من مريدي الطريقة التيجانية على المسجد الكبير بدكار قادمين إليه من مختلف جهات السينغال ومن عدة دول بغرب إفريقيا لتخليد هذا اللقاء الروحي الذي يشتمل على أمسيات دينية ونقاشات فكرية حول مبادئ الطريقة التيجانية وقيمها والأعمال الجليلة لأتباعها وكبار شيوخها بالسينغال. واحتشد آلاف التيجانيين في خيمة كبيرة نصبت بباحة المسجد ، الذي بناه جلالة المغفور له الحسن الثاني، في أجواء مفعمة بالتقوى والخشوع لإقامة الصلوات وتلاوة الأذكار، تخليدا لذكرى الشيخ سيدي أحمد التيجاني (1150-1230 ه`)، الذي كان لفكره وطريقته إشعاع على المستوى الكوني مكن الإسلام من إيجاد موطء قدم في العديد من بلدان القارة الإفريقية. ويبرز تخليد ذكرى العلامة الصوفي الكبير، مؤلف "جوهرة الكمال"، سيدي أحمد التيجاني، بجلاء المكانة الروحية الكبرى للمملكة وإشعاعها الذي استقطب شريحة واسعة من المسلمين بالقارة، وخاصة في غرب إفريقيا وتحديدا في السينغال. وتتميز تظاهرة دكار، التي تنظمها أسرة التيجاني سي، بتعاون مع تنسيقية التيجانيين بداكار ، بمشاركة وفود لأتباع الطريقة التيجانية في العديد من دول غرب إفريقيا التي تضم ملايين المريدين. وتميز حفل الافتتاح بحضور ممثلي الحكومة السينغالية والمنتخبين المحليين والمريدين ورجال دين من السينغال ومختلف دول منطقة غرب إفريقيا. وتناول الكلمة عدد من المتدخلين في افتتاح هذا اللقاء حيث أشادوا بالعناية السامية التي يوليها جلالة الملك لطائفة التيجانيين بالسينغال وملتقياتهم الدينية. وقد شكلت النقاشات التي عرفها هذا اللقاء مناسبة لعدد من أبرز مريدي الطريقة للتداول حول الأسس التي ترتكز عليها الطريقة وإشعاعها العالمي الذي يشهد عليه انتشار أتباع الطريقة في الجهات الاربع من العالم. وألقى السيد عبد اللطيف بكدوري محاضرة حول عالمية الطريقة التيجانية بين فيه بالخصوص أن سر نجاح وإشعاع هذه المدرسة الصوفية التي يعد أتباعها الان بالملايين عبر العالم يكمن في اغترافها من معين السنة المحمدية ومن معرفة عميقة بالنصوص الدينية والقيم الأصيلة للاسلام السمح والمعتدل . وسيقيم آلاف التيجانيين المجتمعين بدكار خلال هذا اللقاء الذي يمتد لأسبوع، أمسيات دينية بحضور أتباع وعلماء الطريقة كما ستتم تلاوة الهلالة والوظيفة والأدعية المبتهلة الى الله عز وجل مما يضفي على هذه الأمسيات مسحة من الخشوع والجلال.