تم اليوم الجمعة بمراكش تقديم الخطوط العريضة للبرنامج المندمج للتنمية البشرية والاقتصادية لجهة مراكش تانسيفت الحوز للفترة مابين 2011 و 2015 ،والبالغة تكلفته المالية الاجمالية 7 ملايير درهم. ويروم هذا البرنامج تحقيق التنمية المحلية الشاملة والمستدامة التي تقتضي الرفع من نوعية وجودة الأداء المحلي والعمل وفق مقاربة ناجعة ومنهجية هادفة لبلورة سياسات عمومية ترابية كفيلة بتحسين المستوى التنموي بجميع تراب الجهة. وأكد رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز السيد حميد نرجس خلال لقاء عقده مع وسائل الاعلام المحلية والوطنية بمقر الجهة ،أن المقاربة التشاركية التي اعتمدها المجلس،تجسيدا لسياسة القرب وترسيخا لمفهوم الجهوية،مكنت من بلورة استراتيجية مندمجة للتنمية ترتكز على محاور أساسية وهي التنمية البشرية ،والتنمية الاقتصادية،والتأهيل البيئي والثقافي. وأشار الى أنه تم اعداد برنامج متكامل ومندمج محوره الأساسي التنمية البشرية على مدى خمس سنوات ( 2011- 2015) ،يروم تحسين وتسهيل الولوج الى الخدمات الأساسية،مضيفا أن تشخيص الوضعية الراهنة يبين الخصاص الحاد في البنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية والمستوى المقلق لمؤشر الفقر بالجهة باستثناء عمالة مراكش. وأبرز أن الاهداف الاستراتيجية لهذا البرنامج تتمحور على الخصوص حول الرفع من نسبة التزويد بالماء الصالح للشرب بالعالم القروي من 86 الى 95 في المائة في افق 2013،وتعميم الربط بالشبكة الكهربائية بالجماعات القروية لتصل نسبتها الى 98 في المائة عوض 93 في المائة،وتحسين الشبكة الطرقية عبر تهيئة 182 كلم من الطرق القروية بالجهة. كما سيتم من خلال هذا البرنامج الطموح والواعد،العمل على تنمية وتأهيل القطاع الصحي العمومي عبر دعم الخدمات الاستشفائية وتحسين الولوج للخدمات الصحية بالعالم القروي وتحسين التكفل بالحالات المستعجلة،إذ من المقرر،على الخصوص،بناء ستة مستشفيات و 24 مركزا صحيا واقتناء 16 سيارة اسعاف و 16 وحدة صحية متنقلة. ويتضمن البرنامج ،كذلك ،احداث 30 مركبا سوسيو رياضيا للقرب المندمج بمعدل خمسة مركبات بكل اقليم،بتكلفة مالية اجمالية تصل الى 7ر 36 مليون درهم ،سيستفيد منها أزيد من 424 ألف شاب وشابة . وأوضح رئيس مجلس الجهة أن محاربة السكن غير اللائق تعتبر أحد المكونات الأساسية لهذا البرنامج الجهوي،إذ سيساهم في التأهيل الحضري بالمدن والمراكز القروية وتطوير السياسة الوقائية لتأهيل العرض والطلب،مشيرا الى أن البرنامج يهم تحسين ظروف عيش 354 ألف نسمة بتكلفة مالية تناهز 67ر 2 مليار درهم . وبخصوص تأهيل العنصر البشري،يسعى البرنامج الى دعم العرض المدرسي والحد من الهدر المدرسي وتهييء المؤسسات التعليمية من خلال احداث مركب تربوي مندمج ومدارس جماعاتية ،فضلا عن دعم التشغيل والمساعدة على انشاء المقاولات عبر تنمية القدرات المهنية للشباب ومساعدتهم على ولوج سوق الشغل ودعم الانشطة المدرة للدخل. وأوضح السيد حميد نرجس أنه تم إحداث " دار المنتخب" بتكلفة مالية وصلت الى 5 ملايين درهم ،في حين تمت تعبئة ميزانية سنوية لتسيير هذا المشروع بقيمة ستة ملايين درهم ،وذلك لتأهيل المنتخبين المحليين وضمان التكوين المستمر للموارد البشرية. وللتحضير للبرامج التنموية في المجال البيئي،تم إحداث "المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة" ،عهد اليه دراسة الاشكالات البيئية المطروحة واعداد تقرير سنوي حول الوضعية البيئية بالجهة. وقد بلغت تكلفة انجازه أربعة ملايين درهم،وستستفيد منه 213 جماعة حضرية وقروية. وخلص السيد حميد نرجس الى القول إن مجلس الجهة بصدد بلورة مجموعة من المشاريع المستقبلية تهم مجالات محاربة الهشاشة،والتنمية الاقتصادية،والتأهيل الثقافي والبيئي.