دعا مشاركون في لقاء تحسيسي، اليوم الخميس بخريبكة، إلى ضرورة تعبئة مختلف مكونات المجتمع من أجل القضاء على ظاهرة العنف ضد النساء والنهوض بوضعية المرأة في كافة المجالات. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت السيدة حنان الناضر رئيسة مصلحة التكافؤ والمساواة التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، أن ظاهرة العنف ضد النساء، حسب آخر إحصائيات مركز الاستماع الوطني التابع للوزارة، سجلت تراجعا ملحوظا بنسبة 25 في المائة حيث انتقل عدد النساء المعنفات هذه السنة إلى 5924 حالة مقابل 12 ألف و710 حالة خلال التي قبلها. وأوضحت أنه، بناء على هذه الإحصائيات التي أجريت خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح أكتوبر 2009 و30 شتنبر الماضي، فلا تمثل جهة الشاوية ورديغة سوى 475 حالة من ضمن مجموع حالات العنف المصرح بها على مستوى باقي جهات المملكة. وأشارت إلى أن جهة فاس بولمان تبقى في الصدارة بنسبة 5ر15 في المائة متبوعة بجهة دكالة عبدة 3ر15 في المائة، والدار البيضاء الكبرى 2ر15 في المائة، ومكناس تافيلالت 7ر12 في المائة، ومراكش تانسيفت الحوز 3ر12 في المائة ثم سوس ماسة درعة 3ر5 في المائة لتأتي بعدها جهة الشاوية ورديغة بنسبة 5 في المائة. وأوضحت السيدة الناضر أن العنف الزوجي يبقى الأكثر انتشارا بنسبة 8ر79 في المائة خلال السنة الماضية و4ر74 في المائة سنة 2010، مؤكدة في هذا الصدد على ضرورة التعجيل بإخراج قانون محاربة العنف الزوجي إلى حيز الوجود للمساهمة في إحلال الاستقرار الأسري. وأضافت أن ربات البيوت يأتين على رأس قائمة المصرحات بتعرضهن لحالات العنف بمختلف أشكاله، حيث يمثلن خلال السنة الجارية 7ر66 في المائة مقابل 4ر70 في المائة في السنة ما قبلها. واستعرضت، في هذا السياق، سلسلة من المنجزات التي تحققت بفضل الجهود المبذولة في هذا الاطار، والآليات المعتمدة للتصدي لهذه الظاهرة في ظل ورش الإصلاح الذي يعرفه الجانب التشريعي، مشيرة إلى دور الفضاءات المحدثة في التحسيس والتكفل بالنساء في وضعية صعبة. وتركزت باقي المداخلات على معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية من خلال ثلاث مقاربات تهم الابعاد الاجتماعية والطبية والقانونية، حيث تم التطرق بالأساس إلى دور المجتمع في الحد من العنف ضد النساء، والآثار السلبية التي تخلفها الظاهرة على المستويين النفسي والجسدي. وقد اختتم هذا اللقاء، الذي احتضنه المركب الثقافي بخريبكة، بعرض شريط وثائقي يعكس شهادات حية لامرأتين كانتا ضحية العنف الزوجي، وتقديم مسرحية "حلم فتاة ولكن...بدون عنف" من إبداع رواد جمعية المبادرة النسائية، الجهة المنظمة. ويندرج هذا اللقاء المنظم بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة،في إطار الحملة الوطنية الثامنة لمناهضة العنف المبني على النوع، التي تمتد فعالياتها إلى غاية 10 دجنبر الجاري. حضر هذا اللقاء، على الخصوص، عامل إقليمخريبكة السيد محمد صبري ورئيس استئنافية خريبكة عبد العزيز الوقيدي وعدد من ممثلي المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، ومهتمين بالشأن النسائي.