أكد الأستاذ أدلبيرطو كارلوس أغوزينو، مدير كرسي الدراسات المغربية بجامعة جون فيدجيرالد كيندي ببوينوس ايريس (الأرجنتين)، أن نشاط (البوليساريو) وتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) بمنطقة المغرب العربي يشكل "تهديدا إرهابيا" للأمن الدولي. وسلط السيد كارلوس أغوزينو، في مقال تحت عنوان "الإرهاب في المغرب العربي"، تم نشره في الموقع الإلكتروني (...)، الضوء على العلاقات القائمة بين (البوليساريو) وتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، "التنظيمان الإرهابيان اللذين أقاما تحالفا سياسيا وعسكريا يجمع الأنشطة المرتبطة بالجريمة المنظمة والإرهاب، في تعارض مع أصولهما ومرجعيتهما الإديولوجية المختلفة". وأشار السيد كارلوس أغوزينو إلى أن "المعلومات تشير إلى وجود علاقة تربط أعضاء من (البوليساريو) والمنظمة الإرهابية (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وكذا مع منظمات أمريكية لاتينية ضالعة في مجال الاتجار في الكوكايين". وحسب الباحث فإن "هناك العديد من الأدلة حول تورط جبهة (البوليساريو )في اختطاف الأجانب بمنطقة الساحل من أجل الحصول على مقابل مادي من أعضاء تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) الذي يتفاوض حول تحريرهم". وذكر في هذا السياق بحالة ثلاثة إسبان ينشطون في المجال الإنساني، أعضاء بالمنظمة غير الحكومية (برشلونة أسين صولداريا)، والذين تم اختطافهم في 9 شتنبر 2009. وقال إن "عملية اختطاف النشطاء الانسانيين الإسبان تم بفضل مشاركة أساسية للقيادي بجبهة البوليساريو عمر ولد سيد أحمد حما، الملقب بعمر الصحراوي". ونقل الباحث الارجنتيني عن خبراء غربيين والذين بحسبهم فإن عمليات اختطاف الاجانب بهذه المنطقة غالبا ما يتم تنفيذها من قبل جماعات محلية، كما هو الحال بالنسبة لاعضاء (البوليساريو)، والذين يقومون، بعد ذلك، بتسليمهم لاعضاء تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) مقابل حصة من الفدية. وبخصوص الاتجار في المخدرات، أكد السيد أغوزينو أن "عناصر (البوليساريو) يتاجرون في المواد الغذائية التي يتلقونها ك+مساعدات انسانية+ من مختلف المنظمات الانسانية الأوروبية ويقومون بتبادلها مقابل الأسلحة والأموال أو المخدرات لزعزعة الاستقرار بمنطقة الساحل". وأشار إلى أن المخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية يتم شحنها على متن طائرات خاصة، "وبمجرد ما أن تصل الى افريقيا تسلك طريقا بريا بواسطة سيارات رباعيات الدفع يقودها عناصر من البوليساريو، قبل أن تصل إلى موانئ غاليسيا (إسبانيا)". وفي هذا الصدد ، ذكر أن ثلاثة ماليين مرتبطين بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، اعتقلوا بغانا في دجنبر 2009، من طرف الوكالة الامريكية لمكافحة المخدرات وتم نقلهم إلى نيويورك، "وصفوا بالتفصيل الطرق التي تسلكها عبر المغرب العربي ومشاركة الجماعات الإرهابية وأعضاء من جبهة (البوليساريو) في هذه الأنشطة". وخلص الباحث الأرجنتيني إلى أن التحالف بين (البوليساريو) وتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) لا يهدد فقط استقرار وأمن شمال إفريقيا، ولكن أيضا بلدان السوق المشتركة المطلة على جنوب المحيط الأطلسي.