بدأت اليوم الثلاثاء بالرباط، أشغال ندوة جهوية تنظمها على مدى ثلاثة أيام شبكة التعاون حول المخدرات والإدمان بمنطقة البحر الأبيض المتوسط "ميدنيت" التابعة ل(مجموعة بومبيدو) حول "إحداث مراصد وطنية ومراكز جمع المعطيات في ميدان التعاطي للمخدرات". ويأتي تنظيم هذه الندوة، التي تشرف على تنظيمها وزارة الصحة، عقب سلسلة لقاءات نظمتها مجموعة "ميدنيت" في عدد من البلدان المتوسطية (مصر الاردن وقبرص وفرنسا). وفي هذا الصدد، أوضح السيد جلال توفيق، ممثل شبكة (ميدنيت) بالمغرب ومسؤول بالمركز المغربي لمحاربة الإدمان بالمركز الجامعي الاستشفائي ابن سينا، أن هذه الندوة تشكل فرصة سانحة لتبادل الأراء والمعلومات المتعلقة بظاهرة المخدرات.، وأضاف أن إحداث مراكز وطنية تعنى بظاهرة انتشار المخدرات يعد اللبنة الأولى في اتجاه الوقوف على الحجم الحقيقي لمدى انتشارها وتسطير السياسات الصحية السليمة واعتماد الحلول المناسبة للقضاء على هذه الآفة. وأضاف أن تبادل الخبرات حول انتشار المخدرات يستوجب تعاونا معتدد الأطراف، باعتبار أن الظاهرة أصبحت تتخذ حجما دوليا متشعبا، مشددا في هذا السياق على أهمية التعاون الوطيد القائم بين المغرب و(مجموعة بومبيدو). من جانبه، أكد السيد إيتيين أبير، رئيس اللجنة الوزارية لمكافحة المخدرات والإدمان بفرنسا، أن اتساع نطاق استعمال المخدرات وتنوع طرق ترويجها شهدا في السنين الاخيرة تطورا كبيرا، مما يتطلب خلق دينامية جديدة وتبني استراتيجية عملية على صعيد البلدان المستهدفة بهدف مواجهة هذه الظاهرة. وعبر عن أمله في أن يفضي هذا اللقاء إلى اتخاذ قرارات بشأن إحداث مراصد وطنية أو مراكز لجمع المعطيات حول ظاهرة التعاطي مع المخدرات بالبلدان الواقعة على الضفة الجنوبية للمتوسط. في نفس السياق، أجمع باقي المتدخلين على أهمية تظافر الجهود الكفيلة بتعزيز التعاون والاستفادة من تجارب بعض البلدان الأوروبية في ما يتعلق بوضع الآليات الكفيلة بإنشاء مراصد وطنية تعنى بتتبع ظاهرة المخدرات والإدمان على مستوى بلدان جنوب المتوسط. وتروم شبكة "ميدنيت" النهوض بالتعاون والتبادل والنقل المتبادل للمعارف بين بلدان جنوب المتوسط والبلدان الأوربية الأعضاء في (مجموعة بومبيدو) ومانحين (تبادل شمال-جنوب وجنوب-شمال)، وأيضا داخل بلدان جنوب المتوسط (تبادل جنوب-جنوب). وتهدف الشبكة إلى تحسين جودة تفعيل السياسات في مجال مكافحة المخدرات بجميع البلدان المشاركة في الوقت ذاته بحوض المتوسط وأوربا، عبر إبراز تعبئة أفضل للعوامل الثقافية بشأن سياسات التدخل. وستتواصل أشغال هذا اللقاء، الذي يشارك فيه العديد من الخبراء والمتخصصين من كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ولبنان ومالطا والمغرب والجزائر والبرتغال وتونس ومصر، وروسيا، بتنظيم عدة ورشات عمل تتمحور على الخصوص حول "إحداث مراصد وطنية حسب منظور الاتحاد الأوربي"، و"إحداث مراصد وطنية حول المخدرات : تشخيص استراتيجي"، و"خلق أنظمة وطنية للإعلام حول جمع المعطيات المتعلقة بالمخدرات".