خصصت الصحافة الوطنية، الصادرة اليوم الجمعة، عددا من الملفات والتحليلات لأحداث العيون الأخيرة أبرزت من خلالها تورط الجزائر في هذه الأحداث والانسياق الأعمى للإعلام الإسباني وراء (البوليساريو). وهكذا، أوضحت يومية (أجوردوي لوماروك) أن "أحداث العيون الأخيرة الأليمة كشفت أن الجمر كان كامنا تحت رماد الدبلوماسية الجزائرية، وأن صنيعتها (البوليساريو) أخطأت عندما عملت على النفخ فيه". وأشادت الصحيفة في هذا الصدد بالحكمة التي أدارت بها السلطات المغربية هذه القضية، مشيرة إلى أن "تفكيك مخيم اكديم إيزيك من قبل قوات الأمن دون أسلحة هو قرار سياسي غاية في النضج"، مؤكدة على أنه "بهذه الطريقة فقط، انقلبت المكيدة على الجزائر و(البوليساريو) والصحافة الإسبانية". من جانبها اعتبرت أسبوعية (الأيام) أن "المملكة تمكنت من اجتياز أهم قنطرة في هذه القضية وهي الأممالمتحدة، التي تأكد لها من خلال تقرير بعثة المينورسو بالعيون أن قوى الامن المغربية لم تطلق أي رصاصة أثناء تفكيك المخيم الذي كان يضم الآلاف من الخيام ومثلها من القاطنين، وأنه بهذا الالتزام الفريد لم يتم خرق قرار وقف إطلاق النار". كما أوضحت أن "المغرب تمكن من قلب الطاولة على الجارة الشمالية التي سعر إعلامها بطريقة لم يسبق لها مثيل، وقد لاحظ الجميع الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها كبريات وسائل الإعلام الإسبانية بما فيها وكالة إيفي"، مشيرة إلى أن "أهم ما استطاع المغرب كسبه في هذه القضية هو هذا التوضيح الدولي للأدوار التي تقوم بها الجزائر في دعم (البوليساريو) في أحداث مخيم العيون". من جهتها، اعتبرت افتتاحية (لوبسيرفاتور دي ماروك) أن "أعمال التخريب التي ارتكبت في العيون من قبل خارجين عن القانون لمصلحة (البوليساريو) والمصالح الجزائرية، والوحشية التي تمت بها، تبين مدى الجنون الذي بلغته الجزائر"، معتبرة أن "الجزائر الرسمية مستعدة لفعل أي شيء بغرض زعزعة استقرار المغرب، ويتعين علينا أن ندرك أن النظام الجزائري لا يسعى إلى السلام والتعاون، فهو عدو شرس وينبغي التعامل معه على هذا الأساس". كما أدانت (لوبسيرفاتور دي ماروك) الصحافة الإسبانية بسبب "الافتقار إلى المهنية" الذي طبع تغطيتها لأحداث العيون، مشيرة إلى أن تعاطي وسائل الإعلام الإيبيرية مع هذه القضية "يعرض الدبلوماسية بين البلدين للخطر". من جهتها، تساءلت افتتاحية أسبوعية (ماروك إيبدو أنتراسيونال) عما تبحث عنه الجزائر من خلال الإيواء والتسليح والدعم المتواصل (للبوليساريو)، معتبرة أنه عقب الأحداث الأخيرة بمدينة العيون، التي تمت "بتحريض صريح من الجزائر" تبعث على الاعتقاد بأن حكام الجزائر يردون تصدير الفوضى الدامية إلى المغرب". وفي ملف مخصص لأعمال الشغب بالعيون، سجلت الأسبوعية أن "العنف صار أداة مفضلة لدى الانفصاليين ولأوصيائهم بالجزائر"، مشيرة إلى أن هذا التأويل يدعمه النداء الذي وجهته قيادة (البوليساريو) لشباب المخيمات للالتحاق بمراكز التدريب العسكري. وفي نفس السياق، كتبت (لا نوفيل تريبون) "أن الجزائر تستخدم "البوليساريو" في حربها القذرة ضد المغرب وشعبه، مسجلة أن أعمال العنف المرتكبة بوحشية ضد قوات الأمن بمخيم اكديم إيزيك والعيون تذكر بهمجية الجرائم التي ارتكبتها عصابات خطيرة تنشط بمنطقة الساحل والصحراء". وخصصت (لوروبورتير) أيضا ملفا لهذه الأحداث أبرزت من خلاله المكاسب التي حققها المغرب في هذه القضية. وبالنسبة للاسبوعية فقد حققت المملكة نجاحا دبلوماسيا خلال الاجتماع غير الرسمي الأخير بلونغ آيلاند ،وأمام مجلس الأمن بالنظر إلى أن السلطات المغربية اختارت الحوار مع ساكنة مخيم "كديم إيزيك" والتدخل السلمي من أجل تثبيت الامن واستعادة القانون خلافا لما كان ينتظره مدبروا هذه الأحداث، الذين كانوا يتوقعون أن يقابل المغرب العنف بالعنف. وأوضحت الاسبوعية أنه تم تحقيق نصر إعلامي أيضا عندما تم فضح الصحافة الاسبانية و كشف أكاذيب "البوليساريو" أمام المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن الأحداث التي وقعت في العيون صارت على عكس ما كان ينتظره الانفصاليون ومن يقف وراءهم.