افتتح مساء أمس الثلاثاء بمدينة طنجة معرض صور فوتوغرافية للمهندسة المعمارية الإسبانية آنا خوليا غونثاليث سانشو، يعرف بنمط البناء التقليدي المنتشر في القرى الواقعة بالشمال الغربي للمغرب. ويرصد هذا المعرض، الذي يحتضنه فضاء العروض التابع للمعهد الإسباني ثيربانتيس، سيرورة تحول العالم القروي بجهة طنجة-تطوان انطلاقا من تغير الهندسة المعمارية للمنازل بالمنطقة من التقليدي إلى شبه العصري. وأبرزت المهندسة المعمارية الإسبانية، في تقديم لهذا المعرض الذي سيستمر إلى غاية سادس دجنبر المقبل، أن "هندسة المنازل الترابية بشمال المغرب صامتة، ليست ضخمة، لكنها وظيفية وذات حس جماعي، ولها تدرج إنساني بارز"، مشددة على أن التنمية والحداثة "قد تساهم في اختفاء هذا النوع من المعمار". وأضافت آنا خوليا غونثاليث سانشو أن "المنازل الطينية بالمغرب لا تدعي أنها تغير الوسط الطبيعي حيث بنيت، بل تتميز بطابعها المستدام، وتجمع في عمرانها كل خبرة البناء التي راكمتها الأجيال السابقة، حيث كانت الموارد والتقنيات المستعملة جد محدودة". وينقسم هذا العمل الميداني، الذي أعد على مجموعة مراحل، إلى ثلاثة أجزاء تحاول إبراز الفروق المتباينة في المعمار بشمال المغرب، بين منطقة حوض وادي لاو، وبجبال الريف الغربي بالقرب من مدينة العرائش، وبضواحي مدينة شفشاون. كما تنقل صور المعرض، المصحوبة بتعليق للمهندسة الإسبانية، بدقة التقنيات المستعملة في البناء من قبيل الاعتماد على مواد خام من الطبيعة كالطين والقصب والخشب، وأحيانا يتم اللجوء إلى بعض المعادن والمواد المصنعة، بالإضافة إلى أنواع الزخارف والألوان السائدة. كما ساهم المعرض في إبراز الجوانب الوظيفية للمنازل الطينية القروية ذات الباب الواحد، من خلال وضع خطاطات للنمط المعماري السائد الذي يفصل بين غرف المعيشة والمبيت والمطبخ، وبين الحظائر والإسطبلات المخصصة للبهائم، التي تعتبر عنصرا أساسيا في الحياة القروية بالمغرب.