جددت جمهورية الرأس الأخضر أمس الاثنين دعمها للمغرب خصوص قضية الصحراء وللحصول على صفة ملاحظ لدى مجموعة الدول الناطقة باللغة البرتغالية. وقال رئيس وزراء الرأس الأخضر خوسي ماريا نيفيس، خلال محادثاته في برايا مع كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد محمد أوزين، إن "الرأس الأخضر يدعم جميع مبادرات المغرب حول قضية الصحراء وللحصول على صفة ملاحظ لدى مجموعة الدول الناطقة باللغة البرتغالية". وأكد ماريا نيفيس أنه "بخصوص هاتين القضيتين وغيرهما، فإن دعم الرأس الأخضر للمغرب محقق". يذكر أنه تم إنشاء مجموعة الدول الناطقة باللغة البرتغالية سنة 1996 من قبل سبعة بلدان هي البرتغال، وأنغولا، والبرازيل، والرأس الأخضر، وغينيا-بيساو، والموزامبيق وساو تومي وبرينسيبي، والتي التحقت بها سنة 2002 تيمور الشرقية. وأشار ماريا نيفيس إلى أن المغرب والرأس الأخضر تحركهما نفس مبادئ التضامن والسلم وتتطابق وجهات نظرهما حول القضايا الاقليمية والدولية. من جهته، قال السيد أوزين إن البلدين، المقتنعين بأن التنمية تظل رهينة بالسلم والأمن و الاستقرار، "يتبنيان نفس قيم الحوار والتشاور من أجل تسوية الأزمات والنزاعات التي تعيق تنمية القارة الافريقية". وأضاف السيد أوزين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب والرأس الأخضر يتقاسمان تاريخا مشتركا في النضال ضد الاستعمار، وكذا نفس الإرادة في تطوير تعاونهما الاقتصادي والسياسي "بهدف إرساء أسس شراكة تضمن المزيد من التقدم والتنمية لشعبيهما". وأكد كاتب الدولة أن إقامة حوار بين المغرب، الذي يحظى بوضع متقدم في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، والرأس الأخضر التي تتوفر على "وضع تفضيلي" لدى نفس المجموعة، "من شأنه إعطاء بعد مكمل للتفكير حول الأمن في الواجهة الأطلسية". وشدد السيد أوزين خلال هذه المباحثات على أهمية التعاون جنوب-جنوب في السياسة الخارجية للمغرب، خصوصا في علاقاته مع القارة الإفريقية. وقال إن "الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمقاربة التنموية في قارتنا دفعت المغرب إلى العمل من أجل إدراج القضايا الإفريقية في صلب أجندة الأممالمتحدة". وأشاد كاتب الدولة بدعم جمهورية الرأس الأخضر للوحدة الترابية للمغرب، مجددا التأكيد على إرادة المغرب في تعزيز علاقات التعاون مع هذا البلد، من خلال تقديم تجاربه وخبراته في العديد من المجالات. كما نوه أيضا بالاستقرار الذي ينعم به هذا الأرخبيل والتقدم الاقتصادي الذي حققه، وهو الأمر الذي مكنه من ولوج قائمة الدول ذات الدخل المتوسط. وقرر البلدان، بهذه المناسبة، تعزيز الإطار القانوني الذي ينظم هذا التعاون، وإشراك القطاع الخاص في الدينامية التنموية وكذا العمل على تنويع التبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما. كما التزما بإحداث إطار جديد للتعاون برسم سنتي 2011 و2012، بالنظر إلى التطور الملحوظ في العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة. وتوجد العديد من مشاريع التعاون في طور الإنجاز بين المغرب والرأس الأخضر، خاصة برنامج كهربة برايا العاصمة وآخر في مجال التكوين المهني. والتقى السيد أوزين الذي كان مرفوقا بمدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد عبد اللطيف بن دحان وسفير المغرب ببرايا المقيم بدكار السيد طالب برادة، خوسي بريطو وزير الشؤون الخارجية ووزيرة السياحة والصناعة والطاقة بهذا البلد السيدة فاطمة فيالهو. وأشادت السيدة فيالهو بمخطط الطاقة الشمسية المغربي، ووجاهة السياسة الطاقية للمغرب المرتكزة على استخدام الطاقات المتجددة، وكذا مخطط أزور في المجال السياحي، معبرة عن أملها أن يشاطر المغرب بلدها خبرته في هذين المجالين الحيويين. كما قرر الجانبان بهذه المناسبة إعطاء دفعة جديدة لتعاونهما في مجال النقل. ومن المرتقب أن يتوجه وفد عن الخطوط الملكية المغربية قريبا إلى الرأس الأخضر لتدارس إمكانية إطلاق خط جوي يربط بين الدارالبيضاء وبرايا. وقبل التوجه إلى الرأس الأخضر، كان السيد أوزين قد ترأس إلى جانب وزير الشؤون الخارجية السينغالي ماديكي نيانغ، يومي الجمعة والسبت الماضيين بدكار، الاجتماع التحضيري للدورة ال`14 للجنة المختلطة للتعاون بين البلدين المرتقب عقدها قريبا بالسينغال.