أكد وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي، مساء اليوم الثلاثاء بمدريد ، أن التدخل السلمي لقوات الأمن بمخيم (كديم إزيك) قرب مدينة العيون كان يهدف بالأساس إلى رفع الحصار والاحتجاز المضروب على سكان هذا المخيم من طرف ميلشيات مسلحة. وجدد السيد الشرقاوي خلال ندوة صحفية حضرها العشرات من ممثلي وسائل الاعلام الاسبانية والدولية التأكيد أن القوات العمومية لم تطلق أي رصاصة أثناء تدخلها بكل من مخيم (كديم إزيك) قرب مدينة العيون، وبعده خلال أعمال الشغب بالمدينة، مفندا بذلك بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الاعلام الاسبانية استنادا إلى مصادر مشبوهة بخصوص استعمال العنف ضد المحتجين . وأوضح أن "المملكة المغربية المؤمنة بقيم الديموقراطية واحترام حقوق الانسان" اختارت التدخل "بشكل سلمي وإنساني" من أجل تحرير مواطنين من قبضة عصابات إجرامية منددا بما روجته بعض الاوساط ووسائل الاعلام بإسبانيا من أخبار مغلوطة وكاذبة حول أعمال "إبادة وجرائم ضد الانسانية". وأضاف أنه تأكد بعد ذلك أن هذه الميلشيات المسلحة كانت تتوفر على "دراية مهمة وقدرة كبيرة على التخريب والعنف" مما أدى إلى وفاة العديد من أفراد القوة العمومية التي لم تكن تحمل أية أسلحة. وأشار إلى أن القوات العمومية كانت في مواجهة عنيفة من طرف ميليشيات مدربة تستعمل قنينات غاز وسيارات رباعية الدفع تسير بسرعة جنونية وبواسطتها عملت تلك الميليشيات على دوس القوات العمومية. وأوضح أن هذه الميلشيات المسلحة التي كانت تضم في صفوفها مهربين وأصحاب سوابق قضائية وأشخاص مسلحين مبحوث عنهم من العدالة إضافة إلى فئة الانتهازيين يشتغلون وفق أجندة سياسية خارجية عمدت على الاعتداء على قوات الأمن، المشكلة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة مستعملة الحجارة والزجاجات الحارقة وقنينات الغاز والسلاح الأبيض. وأضاف وزير الداخلية أن هذه الميلشيات المسلحة عمدت على ذبح أحد أفراد قوات الامن، موضحا أن هذه الاعمال "الهمجية والبربرية تذكرنا بتلك التي يتم ارتكابها من قبل إرهابيين بمنطقة جنوب الصحراء والساحل". واستعرض السيد الطيب الشرقاوي كرونولوجيا الأحداث التي شهدتها مدينة العيون منذ نصب خيام (كديم ازيك)، مشيرا إلى أن تدخل قوات الامن جاء بعد استنفاذ كل مساعي الحوار الجاد لإيجاد حل لوضع غير مقبول قانونا، وذلك من أجل حماية سلامة وأمن المواطنين وفرض احترام القانون والنظام العام وتحرير ساكنة المخيم. وذكر بأن قوات الأمن تمكنت من إخلاء المخيم في أقل من ساعة وتوفير الحماية اللازمة لتمكين الساكنة من الخروج منه وفرض الأمن والنظام العام لكن المليشيات المسلحة ، يضيف الوزير - نقلت المواجهة إلى مدينة العيون، حيث أضرمت النار في عدد من المنشآت العمومية والخاصة ،مبرزا أنه تم إلقاء القبض على 106 من أفراد هذه الميلشيات المسلحة قدموا إلى العدالة من بينهم 33 شخصا لهم سوابق قضائية. وأشار إلى أن السلطات العمومية المتشبثة بأسلوب الحوار اختارت السماح للمواطنين لنصب الخيام ب(كديم إزيك) للتعبير عن مطالب اجتماعية تتمثل في السكن والتشغيل والاستفادة من بطائق الإنعاش الوطني وذلك في إطار حرية التعبير مؤكدا أنه تم فتح حوار مع ما سمي ب"تنسيقية المخيم" أفضى إلى اتفاق حول جميع هذه المطالب. لكن هذه الوضعية تغيرت بعد أن تمكنت عناصر مسلحة من وضع يدها على المخيم وعدم إبداء أية رغبة للتوصل إلى حل رغم الاستعداد الذي عبرت عنه السلطات العمومية للاستجابة الفورية لمطالب الساكنة مما دفع السلطات العمومية إلى وضع حد لهذه الوضعية غير القانونية وتوفير الحماية لقاطني المخيم الذين أصبحوا رهائن بيد عصابة إجرامية ومجموعة انتهازية مجندة لخدمة أجندة سياسية خارجية.