يعتبر المسرح الكبير للرباط الذي تم اليوم الجمعة التوقيع على اتفاقية تمويل إنجازه بقيمة مليار و350 مليون درهم، وعلى مساحة إجمالية تبلغ 47 ألف متر مربع، مشروعا ضخما يروم جعل الرباط واحدة من كبريات العواصم الثقافية العالمية. ويقع المسرح الكبير للرباط في الضفة اليسرى لنهر أبي رقراق، على مساحة إجمالية مبنية تبلغ 27 ألف متر مربع، ويشمل قاعة كبرى للعروض تبلغ طاقتها الاستيعابية 2050 مقعدا وقاعة ثانوية للعروض بطاقة 520 مقعد ثم فضاء مسرحي كبير بالهواء الطلق ل` 7000 متفرج لاستقبال مختلف التظاهرات الموسيقية والفنية علاوة على مرافق أخرى متنوعة. ومن حيث موقعه وهندسته يتوسط معالم تاريخية بعضها يعود للقرن ال` 12 الميلادي كشالة والأوداية ثم صومعة حسان، كما سيكون واسطة عقد المشاريع السياحية والثقافية الجديدة التي سترى النور على ضفتي نهر أبي رقرار. وقد اختار المكتب الهندسي اللندني لزاها حديد الذي يتولى عمليات إنجازه شكلا حداثيا مبتكرا، يراعي الحمولة التاريخية للمنطقة والفضاء الذي يميزه الماء وأصالة المباني المجاورة. كما أن المسرح ، بعد إنجازه في 56 شهرا حسب العقد الموقع بين وكالة تهيئة نهر أبي رقراق ومكتب زاها حديد، سيكون في فضاء متعدد الوظائف يسمح بالعروض الموسيقية والأوبرا والمسرح ثم العروض الموسيقية في الهواء الطلق بفضائه الخارجي. وسيمول بناء هذه المنجزة الكبرى من خلال الميزانية العامة للدولة والمديرية العامة للجماعات المحلية وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويذكر أن السيدة زاها حديد المهندسة الرئيسية للمشروع، العراقية الأصل والبريطانية الجنسية، تعد واحدة من أكبر المهندسين المعماريين العالميين، إذ من بين كبريات أعمالها الهندسية إنجازها ل"نادي بيك" في هونغ كونغ وأوبرا كارديف في ويلز، و"أوبرا غوانجو" في الصين التي ستفتتح في فبراير المقبل. وسبق للسيدة زاها حديد التي أحدثت في 1980 مكتبها الهندسي بلندن، أن حصلت في العام 2004 على جائزة " بريتزكير " للهندسة والتي تعتبر بمثابة جائزة نوبل، وفي العام 2008 صنفتها مجلة "فوربس" في الصف 69 ضمن أكبر مائة سيدة ذات نفوذ في العالم.