شارك عدد كبير من الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا في مظاهرة حاشدة، أمس الأحد أمام مقر البرلمان البريطاني بلندن، للمطالبة بالإفراج عن السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود والتنديد بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي ترتكبها "البوليساريو" في مخيمات تندوف، جنوبالجزائر. وحمل أفراد الجالية المغربية، الذي قدموا من مختلف جهات المملكة المتحدة رغم الجو البارد والممطر، لافتات ومرددين شعارات تندد بالقمع الممنهج للطغمة الانفصالية "للبوليساريو" وبدعم من أسيادهم بالجزائر ضد السكان المحتجزين في تندوف، في انتهاك لأبسط الحقوق الأساسية ولا سيما الحق في حرية التعبير والتنقل. ولوح المتظاهرون بلافتات كُتب عليها "أفرجوا عن ولد سيدي مولود"، و"أجهزة الاستخبارات الجزائرية مسؤولة عن محنة سجناء تندوف"، و"الجالية المغربية في بريطانيا تندد بالاختفاء غير الشرعي لولد سيدي مولود"، و"لا للعبودية في مخيمات تندوف". ودعا هؤلاء، الذين كانوا يلوحون بالأعلام المغربية والبريطانية، أيضا الجزائر للمساهمة بشكل إيجابي في تسوية النزاع المفتعل والمصطنع حول الوحدة الترابية للمملكة. وأكدوا على أن المخطط الجريء للحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة لإيجاد حل لهذه القضية تحت السيادة المغربية يظل الإطار المناسب والوحيد للتوصل إلى حل توافقي كفيل بدعم التكامل في منطقة المغرب العربي، كحلم تنشده كل شعوب المنطقة. واغتنم المتظاهرون هذه الفرصة لدعوة الحكومة والبرلمان البريطانيين على العمل من أجل تسليط الضوء على مصير السيد ولد سيدي مولود، الذي كان ضحية الاختفاء القسري، لأنه عبر علانية عن دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي وعن إرادته في التعريف بها لدى السكان المحتجزين في تندوف. كما دعوا المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، ولا سيما منظمة العفو الدولية (أمنيستي أنترناسيونال)، إلى التدخل للكشف عن مصير الناشط الصحراوي لتمكينه من التمتع بحقوقه الأساسية من حرية التعبير والتنقل والالتحاق بذويه، الذين لا يزالون يجهلون أخباره منذ اختطافه من قبل ميليشيات "البوليساريو" بتندوف في شتنبر الماضي. وعلى صعيد آخر، أكد أفراد الجالية المغربية عزمهم على مواصلة التعبئة إلى أن يتم الافراج عن السيد ولد سيدي مولود ورفع الحصار المضروب على سكان مخيمات تندوف. وتعتبر هذه المظاهرة الثانية من نوعها، خلال شهر أكتوبر الجاري، التي تنظمها الجالية المغربية أمام مقر البرلمان (وستمنستر) للمطالبة بالإفراج عن هذا المناضل الصحراوي.