أجرى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد محمد الشيخ بيد الله، اليوم الخميس بالرباط، مباحثات مع وفد فرنسي يضم برلمانيين ورجال أعمال، يقوم حاليا بزيارة للمغرب تستغرق ثلاثة أيام. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض مسار العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع المغرب وفرنسا في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبهذه المناسبة، قال السيد الشيخ بيد الله في كلمة له إن المغرب انخرط خلال العقدين الماضين في مبادرات وخطوات تقدمية وفتح أوراشا كبرى وطموحة، خاصة مشروع الجهوية الموسعة الذي انخرطت فيه المملكة منذ سنة وكذا إطلاق نقاش وطني بهذا الخصوص تساهم فيه الأحزاب السياسية والمجتمع المدني. كما ذكر بتجربة هئية الانصاف والمصالحة، وبإصلاح مدونة الأسرة، وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية وتقلدها لمناصب المسؤولية، وتوسيع مجال الحريات العامة، مشيرا كذلك إلى المجهود الذي قام به المغرب في مجال النهوض بالأوضاع الاجتماعية من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا في المجال الاقتصادي من خلال وضع مخططات اقتصادية طموحة (مخطط اقلاع، أليوتيس، والطاقة الشمسية..) التي مكنت من خلق دينامية في القطاع، علاوة على خلق أقطاب اقتصادية جهوية. كما تطرق السيد بيد الله لقضية الوحدة الترابية للمملكة وللمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، وكذا لوضعية المحتجزين في مخيمات تندوف وتواصل موجة العائدين إلى أرض الوطن خاصة من قبل الأشخاص المزدادين بالمخيمات. وأشار أيضا إلى قضية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي تم اعتقاله من قبل (البوليساريو) وذلك لمجرد دفاعه علانية عن مقترح الحكم الذاتي المغربي. على صعيد آخر، أشاد السيد بيد الله بالشراكة الاستراتيجية والمتميزة التي تجمع المغرب وفرنسا على جميع الأصعدة، مبرزا أن هذا التعاون يرتكز بالأساس إلى عمق وعراقة العلاقات بين البلدين. من جانبه، نوه السيد السيد فرانسوا ميشيل غونو، برلماني ورئيس الوفد الفرنسي، خلال هذا اللقاء بالعلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، معبرا عن أمله في أن تتعزز أكثر خاصة بين المقاولات المغربية والفرنسية. وأشاد أيضا بالإرادة المغربية في مجال تيسير الاستثمارات خاصة من خلال خلق المناطق الحرة، منوها في هذا الصدد بالمشروع الكبير لميناء طنجة المتوسط. كما نوه السيد غونو بالمجهود الكبير الذي يبذله المغرب من أجل النهوض بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مجددا في هذا الصدد دعم فرنسا للمقترح المغربي للحكم الذاتي الذي تم وصفه من قبل المجتمع الدولي بالجدي وذي مصداقية. وقد شكل هذا اللقاء أيضا مناسبة لاستعراض المبادرات والخطوات التي اتخذها المغرب في مجال تعزيز وتكريس دولة الحق والقانون، وكذا المؤهلات والامكانات التي يتوفر عليها في المجال الاقتصادي خاصة في مجال اللوجستيك. يذكر أن الوفد الفرنسي، الذي يضم نوابا ينتمون لأحزاب من اليمين واليسار، سيقوم بزيارة لمدينة الدارالبيضاء يوم غد الجمعة حيث من المنتظر أن يجري مباحثات مع رئيس المكتب الوطني للمطارات ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وكذا القيام بزيارة للمركز الجهوي للاستثمار بالدار البيضاء. كما سيعقد الوفد بعد غد السبت لقاء مع المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، وكذ القيام بزيارة لتكنوبوليس الرباط.