جددت السيدة نوال المتوكل، ممثلة الملاحظ الدائم للجنة الأولمبية الدولية لدى منظمة الأممالمتحدة ،أمس الأربعاء في نيويرك ، عزم اللجنة الأكيد على جعل الرياضة في خدمة أهداف الألفية للتنمية. وقالت السيدة المتوكل ،عضو اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية في كلمة القتها في قمة أهداف الألفية للتنمية (20 -22 شتنبر ) التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمناسبة اليوم العالمي للسلم، "تفصلنا خمس سنوات على التاريخ المحدد ( 2015). إنها مدة قصيرة والحاجيات كثيرة . نحن هنا اليوم لأن اللجنة الأولمبية الدولية تتقاسم معكم الإحساس بهذا الطابع الاستعجالي ". وعبرت السيدة المتوكل عن قناعة اللجنة الأولمبية الدولية بأن الرياضة يمكن أن تساهم في بناء هذا الصرح ، مؤكدة أن الأهداف المسطرة من قبل اللجنة في مجال التنمية تتماشى مع تلك التي تتوخاها الألفية للتنمية . وأبرزت سعي اللجنة الأولمبية الدولية إلى بناء عالم أفضل والمساهمة في تكوين جيل صاعد ومواطنين صالحين متشبعين بالقيم والمبادىء الأولمبية المثلى، مشيرة إلى أن النجاح الذي لقيته الألعاب الأولمبية الأولى للشباب، التي أقيمت مؤخرا في سانغفورة ، يمكن أن يعطي دفعة قوية لتطوير البرامج الثقافية والتربوية لفائدة الشباب وتحقيق التواصل معهم بطريقة أفضل وأنجع . وأكدت حرص اللجنة الأولمبية الدولية الشديد على" البحث عن وسائل جديدة بغية توظيف سلطة الرياضة في تقريب الشعوب وجعلها مصدر إلهام لها لكي تسخر كل طاقاتها من أجل بلوغ الهدف المنشود والتشجيع على اعتماد أنماط حياة سليمة ، وتطوير تربية مبنية على قيم كفيلة بأن تجعل من الشباب مواطنين جديرين بالاحترام وبناء عالم أفضل ليس فقط لنا وحدنا لكن أيضا لأجيال المستقبل". وأشارت السيدة المتوكل ، خلال استعراضها للأعمال التي قامت بها اللجنة الأولمبية الدولية في هذا المجال بتعاون مع مختلف الهيئات التابعة للأمم المتحدة ، إلى أن هذه الهيئة الرياضية الدولية عملت على " القضاء على الفقر والمجاعة ، من خلال توظيفها للرياضة بغية دعم برامج التغذية في المدارس بإفريقيا وآسيا". وأكدت أن اللجنة ستعمل جاهدة على توسيع نطاق مبادرة "الرياضات من أجل الأمل " بتشييد مراكز أخرى للتنمية الأولمبية لفائدة الشباب في المناطق التي تعاني من العوز والهشاشة ، إلى جانب حرصها على تحقيق المساواة بين الجنسين والتنمية البيئية المستدامة. وقالت السيدة نوال المتوكل في هذا الصدد " سنعتمد أيضا على الرياضة للنهوض بالمجتمعات ، وهو ما سيساعد الأسر على التخلص تدريجيا من الفقر"، مذكرة بأنه تم في شهر ماي الماضي افتتاح أول مركز للتنمية الأولمبية لفائدة الشباب بزامبيا ، وهو المشروع الذي تم إطلاقه في إطار مبادرة اللجنة الأولمبية الدولية "الرياضات من أجل الأمل" وهو مركز يجمع بين الرياضة والتربية والبرامج الصحية. ومن جهة أخرى، أكدت السيدة المتوكل أن اللجنة تسعى بشكل حثيث ، بتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونيسكو) وشركاء آخرين ، على جعل التربية الابتدائية في متناول الجميع لاسيما بالنسبة للاجئين والمجتمعات الفقيرة مع العمل على دعم برامج التربية على القيم الأولمبية بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وجزر الكرايبي وأقيانوسيا . وقالت السيدة المتوكل ، وهي أول امرأة عربية ومسلمة تحرز ميدالية أولمبية ( ذهبية 400م حواجز في لوس أنجليس 1984) ، إن اللجنة الأولمبية الدولية تعمل على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل وتحميل المرأة المسؤولية من خلال الرياضة ، وهو مبدأ مترسخ في الميثاق الأولمبي . وأكدت في هذا الصدد أن الرياضة تضطلع بمسؤوليتها كاملة " في تشجيع النهوض بأوضاع المرأة في الحقل الرياضي على جميع المستويات وفي جميع الهيئات " كما هو منصوص على ذلك في الميثاق الأولمبي. وأبرزت أن مشاركة المرأة في دورات الألعاب الأولمبية ما فتئت ترتفع بإيقاع منتظم بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين ، موضحة في هذا السياق أنه بإضافة الملاكمة النسوية إلى البرنامج الأولمبي ستتمكن المرأة من المشاركة لأول مرة في جميع الأنواع الرياضية في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في لندن عام 2012. وذكرت السيدة نوال المتوكل بالأعمال التي أنجزت في مجال محاربة الأمراض وحماية البيئة. وقالت بهذا الخصوص إن " الرياضة تساهم في محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) والحمى الصفراء وأمراض أخرى غير منقولة ، من خلال برنامج واسع للتربية والحماية بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة لمحاربة السيدا والمنظمة العالمية للصحة وحركة الصليب الأحمر وشركاء آخرين من المجتمع المدني"، مؤكدة أن اللجنة الأولمبية الدولية تحرص أشد ما يكون الحرص على " ضمان بيئة مستديمة من خلال جعلها جزء لايتجزأ من مسلسل التخطيط للألعاب الأولمبية وأنشطة رياضية أخرى". ويعرف هذا المؤتمر مشاركة 150 من رؤساء الدول والحكومات إلى جانب مسيرين من القطاع الخاص والمجتمع المدني ، مدعوين للانخراط في برنامج ملموس لتحقيق أهداف الألفية الثالثة. ويذكر أن اليوم العالمي للسلام ، الذي احتفل به أول أمس الثلاثاء، أقيم تحت شعار " الشباب من أجل السلام والتنمية".