شكل موضوع تشخيص المشاكل التي يعاني منها القطاع التعاوني والاقتصاد الاجتماعي، إلى جانب استشراف آفاقه المستقبلية، محور لقاء تواصلي نظم اليوم الجمعة بمدينة ورزازات بمناسبة تخليد اليوم الوطني للتعاونيات. وخلال هذا اللقاء، الذي ترأسه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة السيد نزار بركة، وحضره، على الخصوص، عامل إقليمورزازات السيد عبد السلام بيكرات، ومدير مكتب تنمية التعاون السيد عبد القادر العلمي، طرح المتدخلون والمتدخلات الممثلين لمختلف القطاعات التعاونية في مناطق مختلفة من المملكة بعض المعيقات التي تحول دون تطور القطاعات التعاونية التي يشتغلون فيها. ومن جملة المشاكل التي يعاني منها القطاع التعاوني، وفق ما عبر عنه المتدخلون، الحاجة إلى التأطير والتكوين في صفوف المتعاونات والمتعاونين، والولوج إلى القروض البنكية، وتقديم المساعدة الضرورية من أجل تثمين المنتجات لاسيما منها المحلية، إلى جانب المشاكل الناتجة عن صعوبات التسويق. وعبر المتدخلون، من جهة أخرى، عن العديد من التطلعات التي يرون أن من شأنها المساهمة في تطوير أنشطهم والرفع من دخلهم المادي من ضمنها، على الخصوص، تعميم ولوج المنتجات التعاونية ذات الجودة لأروقة البيع في الأسواق الممتازة، واستفادة المتعاونات والمتعاونين من أنظمة التغطية الصحية، وتيسير عملية التزود بالمواد الأولية، وتسهيل الاستفادة من القروض بالنسبة للتعاونيات الحاملة للمشاريع، إضافة إلى خلق مؤسسة خاصة لإنعاش صادرات منتجات الوحدات التعاونية. وأوضح السيد نزار بركة، في كلمة بالمناسبة، أن الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها الوزارة الوصية على القطاع التعاوني تتبنى مقاربة شمولية ومندمجة لمواجهة مختلف المعيقات التي تحول دون تطور النشاط التعاوني على الصعيد الوطني، مؤكدا أن دخول هذه الاستراتيجية حيز التنفيذ في المستقبل القريب سيمكن لا محالة من تأهيل هذا القطاع، وذلك بالشكل الذي يجعل منه رافعة حقيقة للتنمية الوطنية، وإطارا أمثل للتشغيل الذاتي في مختلف جهات المملكة. أما عامل إقليمورزازات فأشار، في كلمة بالمنتاسبة، إلى أن أهمية القطاع التعاوني تكمن في كونه يعتبر ترجمة حقيقية لمقاولة القرب المبنية على التضامن، والتي تساهم في الرفع من القدرة الإنتاجية للمنخرطين، مما سينعكس بشكل إيجابي على العملية التنموية برمتها. ولاحظ السيد بيكرات أنه بفضل العمل التعاوني أمكن اليوم تثمين العديد من المنتجات المحلية، والحفاظ على جانب كبير من الموروث التقليدي الوطني وتطويره، مما ساهم بالتالي في إبراز التميز المغربي في بعض المجالات، فضلا عن المساهمة في إنعاش بعض الأنشطة الاقتصادية كالسياحة مثلا. أما السيد عبد القادر العلمي مدير مكتب تنمية التعاون، فشدد في كلمته على الدور الهام والوازن الذي يضطلع به النشاط التعاوني في المسار التنموي للمغرب، مسجلا في الوقت ذاته المستوى الكبير من النضج الذي أصبح سمة مميزة في أوساط المتعاونات والمتعاونين على الصعيد الوطني. وأوضح السيد العلمي أن مكتب تنمية التعاون دأب خلال السنوات الأخيرة على مواكبة التطور النوعي الذي يعيشه القطاع التعاوني على الصعيد الوطني، حيث لجأ المكتب على سبيل المثال لا الحصر، إلى الرفع من عدد مندوبياته الجهوية عملا بمبدأ القرب، وسعيا منه لمواكبة الطفرة النوعية التي يعرفها النشاط التعاوني في مختلف جهات المملكة. يشار إلى أن الاحتفال باليوم الوطني للتعاونيات لهذه السنة في ورزازات شكل مناسبة لتكريم ثلاث تعاونيات محلية، وذلك بعد اختيارها من طرف لجنة مختصة اعتمادا على معايير موضوعية من ضمنها الحكامة والمردودية، وهي تعاونية الحسنية لإنتاج زيت الزيتون بالجماعة القروية لأسكورة، وتعاونية "روزا" لإنتاج الأجبان المشتقة من حليب الماعز، وتعاونية "القصبة" للصناعات التقليدية.