صدر مؤخرا العدد 339 من مجلة القوات المسلحة الملكية،في نسختين بالعربية والفرنسية،متضمنا ملفا خاصا بالأوراش الكبرى والتنمية البشرية،وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الحادية عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس،نصره الله،القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية،على العرش. وتقدم المجلة على صفحاتها الأولى جردا معززا بالصور للأنشطة الملكية التي ميزت شهري يونيو ويوليوز الماضيين. وتطرقت على الخصوص للأنشطة الملكية بمناسبة عيد العرش المجيد مشيرة بالأساس إلى ترؤس جلالة الملك بتطوان لحفل أداء القسم للضباط المتخرجين من المدارس العسكرية والضباط الذين ترقوا من الصفوف،وحفل أداء القسم للضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية والضباط الذين ترقوا في رتبهم. كما أبرزت ترؤس أمير المؤمنين بتطوان لحفل الولاء الذي يتوج الاحتفالات الرسمية بعيد العرش المجيد،مشيرة أيضا إلى الاحتفالات المواكبة لتخليد عيد العرش المجيد ومنها على الخصوص موكب المشاعل للحرس الملكي وعروض فرقة الطيران البهلواني "المسيرة الخضراء". وأوردت المجلة نص برقية الولاء والإخلاص التي رفعتها أسرة القوات المسلحة الملكية بهذه المناسبة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي باب الحياة العسكرية،أشارت المجلة إلى إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى باكستان الذي تعرض لفيضانات قوية في الآونة الأخيرة،وذلك بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وجاء في افتتاحية هذا العدد أن المجلة " تقدم ملفا خاصا عن المشاريع التنموية الكبرى التي تهدف إلى إرساء دعائم التطور والازدهار لمغرب الغد". وتشمل هذه المشاريع الخلاقة والبناءة كل الميادين،بدءا من مجال الطاقات المتجددة،ثم مجال اللوجيستية باعتبارها محركا اقتصاديا جديدا،وأخيرا مجال التنمية البشرية التي تظل من أولويات الرعاية المولوية السامية. وتهدف هذه الاختيارات الثلاثة،تضيف هذه الافتتاحية،إلى الارتقاء بالمجتمع المغربي وبلورة تصور جديد لمفهومي التطور والتنمية. وأشارت إلى أنه بات من اللازم في مجال الطاقة،التي مازالت كلفتها الباهظة تثقل كاهل ميزانية الدولة،الاستثمار في كل من الطاقة الشمسية والريحية. أما اللوجيستية فتمثل اليوم أحد أبرز تجليات اقتصاد السوق بالدول المتقدمة،وتحتل مكانة متميزة في البرامج التنموية للنهوض بالاقتصاد الوطني الذي يتطلع إلى احتلال مركز الصدارة بالقارة الإفريقية والشرق الأوسط. كما تعطي خدمات القرب،باعتبارها نظاما فاعلا في مجال التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية،نفسا جديدا للمبادرات الحرة،وتوفر مجالا خصبا لازدهار المقاولات،وتعيد صياغة القوانين التي تحكم مبادئ التنافسية والجاذبية. فالمغرب إذا،تضيف الافتتاحية،يعيش على إيقاع تحول جذري وتاريخي في كل المستويات،وستظل التجربة المغربية منارا ومرجعا للأجيال القادمة. واستعرض الملف الخاص بالأوراش الكبرى والتنمية البشرية،مدعما بالصور،المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب والتي همت مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية وعلى رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،التي تعد قاطرة للعمل الاجتماعي،وميناء طنجة المتوسطي،بوابة المغرب للفضاء الأورومتوسطي ولمحيطه المغاربي،بالإضافة إلى مشروع الجهوية الموسعة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي. وفي باب " تاريخ عسكري "،كتبت المجلة في مقال يحمل عنوان (بداية إحياء عيد العرش)،أن الاحتفال بهذا العيد المجيد جاء نتيجة الأوضاع السياسية التي كان يعرفها المغرب آنذاك،بعد صدور الظهير البربري،واشتداد المقاومة المغربية متعددة التوجهات لإسقاط مختلف التدابير التي اتخذتها سلطات الحماية. وذكرت المجلة بما عبر عنه الشعب المغربي من "تلاحم أكيد وترابط متين،وتشبث أبدي برمز الوحدة،السلطان محمد بن يوسف،كملاذ أخير لمواجهة الهجمة الاستعمارية". كما تطرقت في الباب ذاته،إلى ذكرى انتصار المغرب في معركة وادي المخازن،مبرزة الانتصار التاريخي الذي حققه الجيش المغربي على التحالف الدولي،بقيادة البرتغال،الذي أراد النيل من استقلال البلاد ووحدتها الترابية،ومحاولته إحداث شرخ بين مختلف مكونات المجتمع المغربي،الذي هبت جميع فئاته لنصرة القضية المغربية،ووضع حد لتربص القوى الأجنبية،المتصارعة بالحوض المتوسطي. ومن جهة أخرى،تضمنت مجلة القوات المسلحة الملكية الجزء الثاني والأخير من موضوع (الصحراء المغربية في تاريخ المغرب)،في وقفة مع علمائها الأجلاء وشعرائها الأفذاذ،ومساهمتهم الجادة في إثراء المجال الفكري والثقافي. وكتبت المجلة أن " الحديث عن مساهمة المغاربة الصحراويين في الفكر المغربي،متعدد الأبعاد،ثقافية وسياسية واقتصادية،الأمر الذي أوجد هذا التفرد المغربي داخل المنظومة المتوسطية،بتميزه بالاعتدال والوسطية والتعايش مع مختلف الحضارات". وأضافت أنه "إذا كان للاستعمارين الإسباني والفرنسي،دور خطير في فصل شمال المملكة عن جنوبها،فإن الروابط الفكرية والثقافية،لم يتمكنا من القضاء عليها،فظل ذلك الارتباط الروحي قائما،منذ القدم،فظهر علماء وشعراء ومفكرون مغاربة بالصحراء المغربية تفننوا في علوم شتى بالرغم من غياب معاجم علمية حول علماء المنطقة الجنوبية من المغرب". وفي باب (الإرشاد الديني)،تناولت المجلة في مقال تحت عنوان (البيعة والوفاء بلوازمها)،موضوع البيعة " كرباط مقدس زكاه الله تعالى لما أراد أن يقيم على ظهر هذه البسيطة خلافة تضطلع بشؤون الناس وتهتدي بهديه سبحانه وتعالى ،إذ قضى أن تكون هذه الخلافة على شكل عقد بين الأمير والمؤمنين أطلق عليه منذ فجر الإسلام كلمة بيعة ". وفي الأنشطة الرياضية،أبرزت المجلة المشاركة المتميزة للقوات المسلحة الملكية في البطولة العالمية العسكرية ال` 35 للقفز بالمظلات.